Abstract
تمهيد:
تحديد مصادر التنظير والتكوين لسائر شئون الأمّة وشُجُونها أمر في غاية الأهميّة. وفي محاولتنا لمقاربة مصدر من أهم مصادر تكوين هذه الأمة إلى جانب كتاب الله، يمكن تقسيم أجيال هذه الأمة من بعثة رسول الله -صلى الله عليه واله وسلم- وبداية التكوين التاريخيّ لها على يديه إلى أربعة أجيال، هي: جيل التلقّيّ، وجيل الرواية، وجيل الفقه، وجيل أو أجيال التقليد. وأهم ما يلزم ملاحظته في تقسيم هذه الأجيال هو مواقفها من النص القرآنيّ وبيانه النبويّ.
وأما مصادر التنظير والتكوين فقد أَلِفَ المعنيّون بدراسات "الفقه الإسلامي" وتاريخه وأصوله أن يقدموا منها أربعة يرون أنّها متفق عليها. وقد يذكرون عناوين أخرى لمصادر يقدمونها باعتبارها مصادر إضافيّة، مختلَفاً فيها. نجد هذا واضحاً في عامّة كتابات "أهل السنّة"، ويتفق معهم -مع اختلافات في بعض التفاصيل- من أُطلق عليهم علماء "أصول الفقه" -بعد ذلك- المتكلمين. وهذه المصادر الأربعة يقدّمونها بهذا الترتيب: القرآن الكريم، والسنّة النبويّة المطهّرة، والإجماع، والقياس.
وقد يتساهل بعض الكاتبين في هذه المجالات من المحدثين فيطلقون على هذه الأربعة جملةً، مع ما قد يلحقونه بها من بين الأدلّة المختلَف فيها: "مصادر التشريع" و"تاريخ التشريع" مستبدلين مصطلح "التشريع" بمصطلح الفقه، وهو الأنسب بمصطلح "التشريع". وقد يكون ذلك على سبيل التغليب. لكنّنا نرى الأولى والأحوط أن يستعمل مصطلح "الفقه"، لا "التشريع"، وذلك للفروق الكبيرة بين الإثنين؛ "فالتشريع": إنشاء شرع أو شريعة، وذلك وضع إلهيّ. أما "الفقه فإنّه معرفة الأحكام الشرعيّة العمليّة المكتسبة من أدلتها التفصيليّة" فالفقه -إذن- معرفة أو علم بشريّ ناجم عن فهم في الكتاب الكريم، أو فهم للسنّة المبيّنة له، أو استنباط منهما أو مماّ أسند إليهما من أدلة أو أدوات منهاجيّة.
والأصل في معنى " المصدر" لغة: أنّه من "صدر فلان عن الماء، أو عن البلاد" أو "صدرت الإبل عن الماء" ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
When an article is accepted for publication, copyrights of the publication are transferred from the author to the Journal and reserved for the Publisher.