Abstract
إذا كان الفكر صفةً للإنسان يتميز بها عن سائر المخلوقات، فإنَّ من المتوقع أن يكون الفكر الإنساني قد بدأ مع الإنسان منذ لحظة وجوده الإنساني. والرؤية الإسلامية للعالَـم حاسمة في التعبير عن ذلك؛ فالله سبحانه قد علَّم آدم الأسماء، وطلب من آدم أن يُنْبِئ الملائكة بهذه الأسماء فَفَعَلَ! فثمّة عمليةُ تعليم وتعلّم، ولا يكون ذلك إلا بوعي وإدراك؛ أي بفكر. ثم كان في حياة البشرية الأولى تزاوج الذكور والإناث ووجود أطفال يحتاجون إلى تنشئة وتدريب وتعليم وتنمية للقدرات الفكرية، ونتوقع أنَّ الوالدين كانا يقومان بدور تعليمي في كلِّ ذلك بالفطرة، وبالوعي والإدراك، وبما تفضَّل الله به عليهما من تعليم وما اكتسباه من خبرات مرّا بها في حياتهما. ولم يَغِبْ فضلُ الله على الأبناء بالتعليم عندما يغيب الوالدان وتطرأ مواقف وحالات جديدة، فيبعث الله لهم نموذجاً عملياً يُعلِّمُهم كيفية التصرف في هذه المواقف. ويصبح الموقف التعليمي خبرة جديدة وربَّـما أساساً لتشريع ينظم شؤون الحياة.[1]
وقد ارتبط الفكر الإنساني بالعلم والتعليم، فالإنسان كان مزوداً بالقدرة على تعلُّم الجديد مما يهديه الله إليه، ويواجه به مستجدات الحياة. والإنسان مدني بالطبع، وكان من أيّامه الأولى، يعيش في مجتمع تتكامل فيه متطلبات الحياة للجميع من خلال التخصص في حرف الزراعة والرعي والصيد وإعداد المأوى وصنع السلاح، وغير ذلك، وكلُّ ذلك يحتاج إلى تعلّم وتعليم، وتربية وتدريب. والله سبحانه لم يدَعِ الإنسان لنفسه، فكان ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
When an article is accepted for publication, copyrights of the publication are transferred from the author to the Journal and reserved for the Publisher.