الملخص
من الطبيعي أن تخصص مجلة في مستوى مجلة "إسلامية المعرفة" في غايا ومقاصدها عددًا خاصًا بالتربية: فالتربية هدف وغاية في تكوين الشخصية الإنسانية عقليًا ونفسيًا ووسيلة، وأداة لتحقيق تلك الغاية، وهي نهج وسبيل لا يمكن تجاوزه لأولئك الذين يريدون بناء أمم، أو تجديدها إذا طال على الأمة الأمد وقست منها القلوب، وتراجعت فيها الحضارة، وتخلف فيها العمران.
لقد نص علماؤنا الأقدمون: أن شرف العلم وفضله مرتبطان بالنظر إلى شرف موضوع العلم وفضله. وموضوع "التربية" هو الإنسان وتزكيته وتطهيره وتأهيله لأداء دوره في إعمار الكون وبنائه، وتجديد ذلك العمران إذا أصابه التقادم والبلى. فالإنسان هو المنشئ لحالة العمران بما حباه الله من قوى وعي وحرية اختيار وقدرات ومؤهلات تمكنه من الوفاء بمتطلبات الاستخلاف والعمران.
وكل هذا الذي منحه الانسان لا يساعده – كما هو – على تحقيق حالة "الفاعلية والقدرة" علي أداء "الفعل العمراني"، بل العكس هو الأصح؛ إذ قد يقوده ذلك إلى التخريب والعبث في الأرض والإفساد فيها، إذا لم يأخذ الإنسان حظه من التربية، ونصيبه من التعليم والتجريب والتدريب واكتساب الخبرات والمعارف والمهارات. ولذلك كان أول ما بدأ الله به آدم بعد خلقه والعهد إليه بالاستخلاف، تعليمه الأسماء -كلها- ثم توجيهه لأداء المهام التي خلق من أجلها، وذلك بالجمع بين قرائتين، في كتابين: كتاب مسطور ينزل به الوحي على رسل الله وأنبيائه الذين اصطفى ليعلموا الناس وليقدموا لهم النموذج الصالح والأسوة الحسنة، ويرشدوا مسيرتهم في أداء ما أوكل إليهم؛ وكتاب مخلوق مبسوط منشور بين أيديهم، عليهم أن يمارسوا فيه فعل العمران بعد أن يعرفوه، ويتدربوا على التعامل معه وفقًا لتوجهات الهداية التي وصلتهم على أيدي رسل الله..
ومنذ بدء الخليقة والتعليم والتربية يسيران جنبًا إلى جنب لتحقيق غاية الحق من الخلق بل إن البعض يطرح رأيًا طريفًا حول "معصية آدم والهبوط من الجنة" او ما يعرف في ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
جميع الحقوق محفوظة للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ولا يسمح بإعادة إصدار هذا العدد دون إذن خطي مسبق من الناشر.
هذا المُصنَّف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف - غير تجاري - منع الاشتقاق 4.0 دولي.