يأتي هذا العدد من مجلة "الفكر الإسلامي المعاصر" بحُلّته الجديدة امتداداً للجهود التي بذلها مؤسسو المعهد العالمي للفكر الإسلامي، لا سيما من تولوا التنظير والتأطير الفكري، والذين أشرفوا على صياغة رؤية المجلة منذ عددها الأول الذي صدر عام 1995، واجتهدوا في محاولة الكشف عن الخلل الذي أصاب العقل المسلم منذ ركون المجتمع إلى التقليد والتبعية، فجاءت إسهامات المعهد العالمي للفكر الإسلامي من خلال إصداراته الفكرية وندواته ومؤتمراته، لتُشكّل حلقة مهمة من حلقات إصلاح الفكر الإسلامي.
وهذا التجدد المستمر مطلب رئيس، فمبدأ الحركة مفردة أصيلة في الفكر الإسلامي، ليبقى الفكر في مراجعة دائمة كل حين، مستثمراً بناءه التأصيلي المكين، وقدرته على استثمار الحاضر بصورة إيجابية. وهذا الطَّيف الجديد للمجلة المتمثل في العنوان والأهداف والأعلام، هو امتداد لهذا الحراك التجديدي الذي بدأته المجلة منذ عددها الأول، وفيه معنى التفاعل مع الزمان والمكان. ونحن على يقين إن شاء الله أن هذا العدد وما بعده يستمدُّ روحه ومبادئه من اللحظة البِكْر التي كانت عام 1995، متشابكاً مع قضايا العصر، ليكون ثمة معنى ووجود لهذا الفكر في الحضارة الإنسانية.