Abstract
تبدأُ مجلةُ إسلاميَّة المعرفة بهذا العَدَدِ سنتَها السادسة عشرة من عُمُرها المديد إنْ شاء الله. وقد يكونُ من المناسب، ونحن نَغُذُّ الخطى، أن نُلقِي نظرةً عل حصيلة الخبرة الغنيّة التي تمثّلت في إصدار ستين عدداً من المجلة، فنحمَدُ الله سبحانه أَن وفَّقنا إلى إصدار المجلة بصورة منتظمة، وأعانَنا على الالتزام بما ألزمْنا أنفسنَا به من تحقيق مستوى علمي "أكاديمي" راق؛ في المضمون الفكري، والأداء اللغوي، والإخراج الفنِّي. لكنَّ هذا المستوى من الرضا عن أدائنا السابق لا يَعْني غيابَ التطلّع إلى مزيد من النموّ نحو الأحسن. ذلك أنّ العملَ الفكري والعلمي تزدادُ قيمتُه مع تراكم الخبرة والتجربة، كما تزداد مسؤوليتُنا عن توظيفِهِ في ترشيد الجهود، وتعميق الأسس، وإعلاء البناء، وأنَّ حركةَ الأفكار التي تنطلق من مبادئ ثابتة وتتَّجهُ نحو مقاصدَ محدَّدة، تتضمَّنُ بالضرورة ألواناً من العطاء المتجدِّد والاجتهاد المتنوِّع، الذي تتسع له مسيرة الإصلاح الفكري وجهود النهوض الحضاري للأمة. وقد توّجنا هذا الجهد الدؤوب بالوصول إلى العالمية؛ إذ نزف للباحثين والأكاديميين نبأ حصول المجلة على صفة العالمية، مما يتيح لها تواصلاً أكبر مع الباحثين.
وهذه مناسبةٌ لتأكيد دعوتِنا إلى المفكرين والعلماء والباحثين أن يُعْطُوا لهذه المجلة نصيباً من إنجازاتهم فيما يخصُّ الرؤيةَ الكونية الحضارية ذات المرجعية القرآنية، وما تهدي إليه هذه الرؤية من معالجات معرفية ومنهجية لقضايا الفكر الإسلامي المعاصر.
وهي مناسبةٌ كذلك للتأكيد على أننا لم نقصد فيما ننشره في المجلة إنتاجَ "خطاب أحادي" تتطابق فيه الاجتهادات، وتتّحد فيه الألفاظ والمصطلحات، وتُختزل فيه الأمَّة إلى حزب أو مذهب، ولكنَّنا قصدنا بناءَ "خطاب توحيدي" تتعدَّد فيه الاجتهادات، وتتنوَّع فيه مدارسُ الفكر، وتتَّسعُ فيه دوائر الخطاب لتشمل الأمَّةَ كلَّها. وما دام الخطاب ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
When an article is accepted for publication, copyrights of the publication are transferred from the author to the Journal and reserved for the Publisher.