الملخص
هذا هو العدد الثامن عشر من المجلة في عامها الخامس، استهله عبد الرحمن الكيلاني بدراسة أصولية بالغة الأهمية, تستهدف تقعيد مفاصد الشريعة، وإحصائها بإطار من المعايير الحاكمة والمعالم الهادية المرشدة. فبيّن حقيقة القاعدة المقصدية الأصولية، منتهياً بالدعوة إلى مزيد من البحث والدراسة لموضوع قواعد المقاصد حتى يغدو بحثاً خاصاً من مباحث مقاصد الشريعة، وأوصى بدراسة تللك القواعد دراسة تحليلية تأصيلية يبين حقيقتها وتظهر أدلتها وتكشف عما ينبثق عنها من قواعد وأصول، وتعمد إلى تفعيلها بالصور التطبيقية والوقائع العملية.
ويقدم لنا عبد الجبار سعيد إسهاماً متميّزاً في واحد من المحاور التي تدور عليها رسالة المجلة، ذلك هو محور منهجية التعامل مع السنة النبوية. وهو يحاول في بحثه أن يتحسس الأسباب التي حادت بالسنة النبوية عن أداء دورها التشريعي إلى دور آخر فاعل في البناء الحضاري، وأن يستكشف الضوابط المنهجية التي يمكننا من خلالها أن نحسن قراءة النص النبوي بعد إثبات صحته.
إن منهجية التعامل مع السنة النبوية رواية ودراية باب مفتوح للبحث والتأليف، وهذا البحث يعد إسهاماً في هذا الاتجاه.
ويقدم لنا نعمان بو قزة رؤيته لابن حزم الأندلسي باعتباره صاحب مشروع ثقافي أصيل استهدف إعادة الإعتبار لسلطان النص والعقل اللذين شوهتهما مشروعات أخرى قامت على الثقافة الغنوصية والباطنية وكتناه الأسرار وتعطيل السنن الكونية. لقد لقد تناول الكاتب في ورقته أصول نظرية المعرفة عند ابن حزم وأبعادها، كما رسم ملامح المنهج العقلي والتفكير العلمي عنده، ثم شرح موقفه من المنطق والفلسفة، وعرج على موقفه من بقد القياس الأصولي، مبدياً كيف أدرك ابن حزم طبيعة المأزق الذي وقعت فيه الأمة في زمنه، وكيف أخذ المبادرة بثورته الفكرية التجديدية عند نقد أصول الفقه بهدف تأصيلها، وكيف أن ظاهرية ابن حزم تجاوزت بذلك حدود المذهب الفقهي إلى رحابت المشروع الثقافي البديل.
وفي باب الرئي والحوار يقدم لنا وليد منير رؤية لأبعاد النظام المعرفي في الاسلام، انطلاقاً من أن لكل دائرة حضارية نظامها المعرفي في الاسلام ينبع من مفهوم التوحيد ليمتد إلى أبعاد أربعة، هي الوحي والكون والعفل والتاريخ، وأنه بذلك يتميّز عن غيره من الأنظمة بخصوصية كل من ثقافته وحضارته على حد سواء. وإذا كانت المنظومة التشريعية تعتمد الوحي المنزل مصدراً فإن المنظمة الفكرية – كما يرها الباحث – تتشكل من البيان والبرهن والعرفان. وإذ يعرض تفصيلاً لهذه المفردات، يؤكد أن النظام المعرفي في الاسلام لا ينفصل بحال عن نظام الاعتقاد والقيم، كما يؤكد على المفاهيم الحديثة للوسطية باعتبارها سبيلا بين العقلانية العمياء واللامعقولية العاطفية، أو بين الايمان النفرط بالعلم من جهة وتشويه سمعة العلم من جهة أخرى، كما يؤكد على قيمة الشورى كمنهج إجرائي يوفر جماعية القرار من ناحية ويضمن جماعية المسؤولية من ناخية أخرى ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
جميع الحقوق محفوظة للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ولا يسمح بإعادة إصدار هذا العدد دون إذن خطي مسبق من الناشر.
هذا المُصنَّف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف - غير تجاري - منع الاشتقاق 4.0 دولي.