Abstract
ما الفكر المنهجيّ؟
عندما يفكِّر الإنسان وَفق منهج، فإنَّ من المتوقع أن يحصل له فكرٌ منهجي. وبقدر سلامة المنهج تكون سلامة الفكر. وقد زوَّد اللهُ سبحانه الإنسانَ بالأدوات اللازمة للتفكير السليم، وقد ذكر القرآن الكريم، مرات متعددة، هذه الأدوات والوظائف التي تؤديها؛ فالآذان وظيفتها السمع، والأعين وظيفتها البصر، والأفئدة وظيفتها العقل والفقه. وهي أدوات العلم والمعرفة، ومن دونها لا يستطيع الإنسان أن يعلم شيئاً: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ (النحل: 78). والله سبحانه يطلب من الإنسان أن يتثبَّتَ من صحة ما يسمع؛ فليس كلُّ ما يُروى صحيحاً، وأن يتثبتَ من صحة ما يَرى بتكرار الملاحظة والتجربة، وأن يتتبَّع الدليل ويحاكم المقولات بالعقل والمنطق السليم، حتى لا تسوقه الأوهام والظنون والأباطيل بعيداً عن منهج الله. ومَثَلُ الإنسان الذي لا يستعمل هذه الأدوات لوظائفها كمثل الأنعام، بل هو أضلُّ. وسوف يسأل الله الإنسانَ عن استعماله السليم لهذه الأدوات، وسوف تشهد هذه الأدوات للإنسان أو عليه، على أساس منهج استعماله لها وغرضه من استعمالها.
فكلُّ العلوم تحتاج في بنائها واختبارها وتوظيفها إلى منهج. والفكر المنهجيُّ يميز بين مستويات المناهج، وأنواعها، ودرجة توظيفها لأدوات بناء العلم واختباره وتوظيفه؛ فثمَّةَ مناهج عامة لكل العلوم، ومناهج خاصة بكل علم دون غيره. واختيارُ المنهج المناسب للغرض المناسب هو من الحكمة ...التي أرسل الله الرسل ليعلِّمُوها الناس. فقد منَّ الله سبحانه على رسوله صلّى الله عليه وسلّم أنَّه أنـزل عليه الكتاب والحكمة ﱡ: ﴿ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾ (النساء: 113). والحكمة هنا كما يقول السعديُّ في تفسيره: "معرفة أسرار الشريعة ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
When an article is accepted for publication, copyrights of the publication are transferred from the author to the Journal and reserved for the Publisher.