الملخص
تمهيد:
اجتهدْنا في كلمةِ التحرير للعدد السابق من هذه المجلة في عرض مفهوم التأصيل والدلالات التي حَمَلَها هذا المصطلح، وتحديدِ رؤيتِِنا للمعادلة المعرفية للتأصيل، ثم عقَّبنا على ذلك بقراءة كتاب المرحوم الشيخ محمد عبد دراز "دستورُ الأخلاق في القرآن الكريم" بِوَصْفِه نَوعاً من التأصيل الإسلامي لعلم الأخلاق. وفي كلمة التحرير هذه نحاولُ تحديدَ دلالة القيم في المرجعية القرآنية، كما نفهمها، ثم نبينُ أسبابَ اهتمامنا بالتأصيل الإسلامي لمفهوم القيم.
وقد يكونُ من اللافت للنظر أنَّ مصطلح القيم أصبح واحداً من المفردات التي يستعملها كلُّ الناس، في كلِّ المجالات؛ فالصراعُ بين القوى المهيمنة في العالَم يتمُّ تسويغُه بالسَعْي لنشْر قيم الحريَّة والديمقراطية وحقوق الإنسان؛ والجشعُ في التنافس الاقتصادي بين الشركات الكبرى في العالم يتمُّ تبريرُه بالسعي لإشاعة قيم السوق، المتمثلة في تحرير التجارة وتحقيق معايير الجودة؛ والتطرُّفُ الديني يتم تسويقُه بالحرص على القيم الأصيلة، في مواجهة تيارات التحرُّر التي تُرَوِّج لقيم الحداثة أو قيم ما بعد الحداثة، إلخ.
لذلك لا عجبَ أنْ أصبحَ موضوعُ القيم مادةً للبحث والدراسة، يستقطب اهتمامَ الباحثين من مختلف المذاهب والإيديولوجيات، ومن مختلف الحقول والتخصصات المعرفية؛ فهو موضوعٌ أثيرٌ في البحوث الفلسفية، والدراسات السياسية، وهو موضوعٌ مركزيٌ في علوم الدين وعلوم الاقتصاد والاجتماع، والدراسات الثقافية، والحضارية، إلخ، هذا فضلاً عن أنَّ موضوعَ القيمِ يتعلق بالفطرة الإنسانية، ويضربُ بعيداً في عمق التاريخ ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.
الحقوق الفكرية (c) 2008 المعهد العالمي للفكر الإسلامي