Abstract
نتَّفق جميعاً على أنَّنا، إذا شئنا أن نحسّن تربية أبنائنا ونعيد بناء أمة الإسلام ومجتمعاتها، فإنه يجب على أبناء الأمة، وخاصة الدعاة وأئمة الجُمَع والوالديْن، أن يكونوا على دراية معرفية بالمفاهيم الاجتماعية، وما تمثّله في الفطرة الإنسانية في مجال السياسة والاقتصاد وعلم النفس والاجتماع... .
ومن الواضح أنَّ هذه الدراية ليست بالضرورة دراية المتخصص في هذه المجالات، وإنّما من المهمِّ أن تكون دراية مقارنة بين مفاهيم هذه المجالات؛ في غاياتها، ومقاصدها، ومنطلقاتها الفلسفية، بما يكفي لغرس قيم الإسلام وأخلاقياته وسلوكه؛ لدى الفرد المسلم والجماعة الإسلامية، ويمكّن الفرد والجماعة من توظيف المتاح من الإمكانات والأنظمة والقوانين لخدمة الرؤية الإسلامية، وتجسيد مقاصدها ودراساتها المتخصصة في الدعوة والتربية.
وكلُّنا يعلم أهمية الإدراك الواعي للرؤية الكونية الحضارية القرآنية، التي تمثل غاية في حدّ ذاتها، وتمثل كذلك بنية تحتية للبناء التربوي. إن هذه الرؤية ليست إلا تعبيراً وإلزاماً بقيم الفطرة الإنسانية الروحية السامية لبناء أمة العدل، والإخاء، والتكافل، والتراحم، والتساوي بين جميع بني الإنسان في الحقوق، على ما خلق الله للإنسان من موارد وإمكانات، بغض النظر عن تفاوت قدراتهم البشرية.
ومن المهم في فهم القيم التربوية والعلاقات الاجتماعية، وبأنه ليس في الكون عبثٌ، وأن جميع مكونات عالم الإنسان المستخلَف تتكامل، ولا تتماثل؛ فالتفاوت في القدرات ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
When an article is accepted for publication, copyrights of the publication are transferred from the author to the Journal and reserved for the Publisher.