Abstract
في ورقة "يوم عرفة لتعارفوا" التي سبق نشرها، وضَّح التدبُّر القرآنيُّ أنَّ يوم عرفة درسٌ إلهي يجسِّد الإخاء الإنساني مهما اختلفت الألوان أو القسمات أو اللغات، وينبذ جميع ألوان العنصرية بين بني آدم (الإنسان) تحقيقاً لمقصد التعارف بين الناس؛ شعوباً وقبائل: وذلك قوله سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (الحجرات: ١٣)
والدرس الثاني الذي نتعرض له هنا هو درس أبينا إبراهيم الخليل وابنِه اسماعيل في "الثقة المطلقة بالله سبحانه وتعالى"، على عكس ما نراه من ممارسات أبناء الأُمَّة لشعائر الحج عموماً وأدائهم لشعيرة "رمي الجمرات خصوصاً".
وكأحد أبناء مكة المكرمة، ومنذ أن كنت صغير السن، كنت أعجب من تزاحم الحجيج حول النُّصُب (الأعمدة الحجرية) الثلاثة إلى حدِّ دهس الضعيف من الناس تحت الأقدام، وكذلك رمي هذه النُّصُب التي تدعى "الشياطين" بالنعال من الكثير من الحجيج. وهذه النُّصُب قائمة في موضعها يراها كل من يذهب إلى مِنَى طيلة العام قائمة ولا يلقى لها أحد بالاً من أبناء مكة، أو سواهم من زوار مكة المكرمة.
ومنذ تعلمت في المدرسة تفاصيل وقائع قصة السيرة النبوية وشعائر الحج، ومنها قصة ووقائع حياة سيدنا إبراهيم، وسيدنا اسماعيل، أدركت الدرس العظيم الذي علَّمنا إيَّاه سيِّدُنا إبراهيم وسيّدُنا إسماعيل في رمى الجمرات، وهو الدرس الذي علينا أن نمثله ونتمثله وندركه جسدياً برمى هذه النُّصُب الثلاثة، لأنَّ ذلك يرمز إلى الثقة المطلقة في الله سبحانه وتعالى، ويمثِّلُها ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
When an article is accepted for publication, copyrights of the publication are transferred from the author to the Journal and reserved for the Publisher.