الملخص
إسلامية المعرفة" أو "التأصيل الإسلامي للعلوم والمعارف " أو "توجيه العلوم وجهة إسلامية" أو "إسلام المعرفة" أو "النظام المعرفي الإسلامي" أو "علم العلوم والمعارف"، هذه وبعض مصطلحات أخرى تمثل تعبيراً عن قضية أساسية واحدة هي قضية "البديل الفكري والمعرفي والثقافي ثم الحضاري" الذي يمكن للإسلام أن يقدمه لعالم اليوم، بما في ذلك عالم المسلمين.
فمنذ أوائل هذا القرن و"المنظومة الفكرية والمعرفية والثقافية" الغربية تكتسح العالم كله، وتُعمل يد التفكيك في نظمه المعرفية والثقافية على اختلافها، لتحل هي محلها في سائر الجوانب وعلى سائر المستويات ودون تمييز. ومع هيمنة ذلك "النظام المعرفي الموضوعي الغربي" على الأرض انزوت وتراجعت "سائر النظم المعرفية الأخرى"، ومن بينها النظام المعرفي الإسلامي.
ولقد بدأت آثار هذا النظام المعرفي الوضعي تتجلى في شكل نظم وقوانين ومناهج تعليمية، وأنماط حياة وممارسات متنوعة، وذلك بفعل عوامل عديدة، منها:
أ- الجهود المكثفة التي بذلتها قوى الغرب لجعل ذلك النظام المعرفي وما انبثق عنه من مؤسسات وأنماط وسلوك وأساليب حياة سهلة ميسرة تستمد مرجعيتها من مركزية الإنسان ذاته، فلا يحتاج إلى مرجعية خارجية تشده إليها، أو ترهقه بنصوصها، أو تضطره إلى التسليم بقيادة مفسّري تلك النصوص أو إعطائهم سلطة قد لا يستحقونها!
ب- القدرة التفسيرية الهائلة لذلك النظام بقطع النظر عن صحة تفسيراته أو خطتها، وبقطع النظر عن اقترابها من الحقيقة أو مجانبتها لها، فالمهم أن يكون لكل حدث أو ظاهرة تفسير يمكن أن يقتنع إنسان العصر الحديث به اقتناعاً مؤقتاً أو دائما، لوقت قصير أو طويل، فالمهم أن تحدث له قناعة ما.
ج- نجاحه المادي الظاهر في تحقيق أهداف عاجلة حددها النظام المعرفي الوضعي ذاته، ونصبها أمام الإنسان قيماً عليا وغايات قصوى، كالرفاه والتنمية والتقدم ونحوها، بقطع النظر عن الثمن الذي قد تدفعه ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
جميع الحقوق محفوظة للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ولا يسمح بإعادة إصدار هذا العدد دون إذن خطي مسبق من الناشر.
هذا المُصنَّف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف - غير تجاري - منع الاشتقاق 4.0 دولي.