الملخص
يصعب على المرء أن يكتب افتتاحية هذا العدد من مجلة إسلامية المعرفة، دون أن ينوِّه بالأحداث التي مرّت –ولا تزال تمرّ- بالعالم العربي منذ مطلع هذا العام. ذلك أنَّ أحاديث المجالس والمنتديات الرسمية والخاصة، وموضوعات الإعلام الساخن، تتركز اليوم حول ما حدث في كل من تونس ومصر، وما يحدث الآن، أو يمكن أن يحدث، في بلدان أخرى، وانفتاح أبواب الأمل في النتائج التي يمكن أن تنتهي إليها هذه التغيرات، أو القلق من مصيرها.
ومن الواضح أنّ الهموم السياسية والاقتصادية، ولا سيّما صور الفساد والاستبداد في الواقع العربي، هي التي اجتذبت معظم الاهتمام، ولذلك فإنَّ المعالجات الآنية والسريعة هي التي تأخذ الأولوية في مطالب الناس. وليس من السهل تجاهل مسوغات الاهتمام بمطالب اللحظة الحاضرة، والحاجات العاجلة، لكنَّ ذلك لا يقلِّل من أهمية التفكير الاستشرافي في المستقبل، وما قد يؤسِّسُه هذا التفكير من إعادة ترتيب الأوليات التي تسهم في استمرار حالة الإصلاح، والحيلولة دون الردة إلى صور الفساد المألوفة، أو استنساخ صور جديدة منها. فما الذي يراه العلماء والمفكرون من انعكاسات الظروف الحالية التي تمر بالعالم العربي على أولويات العمل الفكري وخططه وبرامجه؟
إنَّ المسؤولية التي تتحملها مؤسسات الإصلاح، لا يقتصر دورها على تحليل الأحداث الجارية وفهمها واستيعابها، وإنما يتجاوز ذلك إلى التخطيط للتأثير في مسيرة الأحداث، وترشيد توجُّهاتها، واستثمار زخمها في تحقيق إنجازات حقيقية على طريق النهوض الحضاري للأمة، والحيلولة دون إحباط المساعي والتوجُّهات النبيلة فيها، ومصادرة نتائجها على أيدي فئات من النفعيين والطفيليين من داخل الأمة، أو من الأعداء من خارجها ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
جميع الحقوق محفوظة للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ولا يسمح بإعادة إصدار هذا العدد دون إذن خطي مسبق من الناشر.
هذا المُصنَّف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف - غير تجاري - منع الاشتقاق 4.0 دولي.