الملخص
يهدف هذا الكتاب إلى إبراز بعض الضوابط والمعالم المهمة التي تعصم المرء من سوء فهم السنة، ومن إساءة التعامل معها، ويرمي في الوقت نفسه إلى تجلية جانب من مناهج السنة التي لا تزال الدراسات حولها نادرة، على الرغم من شدة حاجة الأمة إلى مثل هذه الدراسات.
وقد ركز الشيخ القرضاوي على تأصيل هذا المنهج، فحاول، في أبواب الكتاب الثلاثة، أن يبلور بعض المعالم والضوابط الأساسية في هذا الموضوع. فتطرق في الباب الأول إلى بيان "منزلة السنة النبوية وواجبنا نحوها، وكيف نتعامل معها"، تلك المنـزلة التي تكمن في كونها تفسيرا عمليا للقرآن، بل منهجا عمليا للإسلام، ذلك المنهج الشامل لمجالات حياة الإنسان وجوانبها كافة. وهو منهج يتميز بالتوازن بين الروح والجسد، وبين العقل والقلب، وبين الغيب والشهادة، وبين الحرية والمسؤولية، لأن أي اختلال يطرأ على هذه الثنائيات، يؤدي، حتما، إلى البوار في حياة الإنسان. كما أنه منهج يتميز باليسر والسماحة.
وقد كان خليقاﹰبالمسلمين في كل عصر ومصر –كما يرى المؤلِّف- أن يحسنوا فهم ذلك المنهج الشامل المتوازن الميسر، وأن يعاملوا مع السنة النبوية الشريفة فقهاﹰ وسلوكاﹰ، قولاﹰوعملاﹰ،كما تعامل معها جيل الصحاة، والتابعين. بيد أن حال المسلمين اليوم يظهر بوضوح أنهم يمرون بأزمة حادة تتجلى في طريقة تعاملهم مع سنة نبيهم –عليه الصلاة والسلام-،وفهمهم إياها. ولهذا، ولكي تحق الصحوة الإسلامية الىمال المعقودة عليها، وتبلغ الأهداف التي تنشدها، فإن عليها أن تحسن فهم السنة فهماﹰ يجنّبها الآفات الثلاث التي حذّر منها الرسول-عليه الصلاة والسلام-، في حديث "يحمل هذا العلم من كل خلف عدو له ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين" ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
جميع الحقوق محفوظة للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ولا يسمح بإعادة إصدار هذا العدد دون إذن خطي مسبق من الناشر.
هذا المُصنَّف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف - غير تجاري - منع الاشتقاق 4.0 دولي.