الملخص
تُمثِّل هذه الدراسة قراءة تحليلية في التعالق الدلالي بين الاستقامة والقصد في الخطاب القرآني؛ إذ تتبوَّأ الاستقامة قيمةً مركزيةً، بوصفها أحد المفاهيم المحورية في المنظومة الأخلاقية، وتؤدي دوراً فاعلاً في تأطير الحياة على مستوى الفكر والسلوك. ويتقاطع القصد مع الاستقامة في كونه عنصراً جوهرياً في التركيبة الدلالية لهذا المفهوم، فقد وصف الله الحركة الإنسانية بأنَّها حركة قصدية مؤطرة ضمن ضوابط الخط المستقيم، بناءً على منهج يعتمد الاستقراء، والتحليل الدلالي؛ قصد معرفة العلاقة الدلالية بين القصد والاستقامة، ورصد طبيعة هذا التعالق في ضوء النصوص القرآنية المؤطرة لمعرفة الصلة الدلالية بينهما، وتحليلها في ضوء معطيات النصوص، اعتماداً على الدراسة السياقية، وتتبُّع أشكال هذا التعالق. وتتجلى أهمية هذه الدراسة في كونها تناقش موضوعاً حيوياً، يرتبط بمقاصد الاستخلاف، والكشف عن الشروط الموضوعية لبناء الفعل الأخلاقي، نرصد من خلاله المجال الدلالي للقصد والاستقامة، ثم نعرج إلى تحليل معطيات التعالق بينهما، نظراً لارتباطهما الوثيق بعناصر النظرية الأخلاقية، ودورهما في ضبط المضمون الشعوري والمحتوى القيمي للإنسان.