Abstract
مقدمة: توافق الشرعي والفطري
قبل أن نحسن إدراك مفاهيم الوحي في موضوع ما وتوجيهات الوحي فيه، لا بدَّ لنا من أن ندرك علمياً الفطرة الطبيعية الروحية السَّوِية في النفس البشرية في ذلك الموضوع. فالبحث العلمي في القضايا الحياتية والاجتماعية، يسهم في الوصول إلى الحالة المعرفية التي تتوافق فيها مفاهيمنا لتوجيهات الوحي مع الطبيعة الروحية السوية التي أودعها الله في الإنسان، وبذلك تصبح قيم الطبيعة البشرية السوية وتطلعاتها ليست خياراً شخصياً، ولكنها إلزام ديني له أبعاده العظمى في تحديد نوعية الحياة الدنيا والحياة الآخرة. يقول الله عز وجل: فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (الشمس: 8-10). ويقول سبحانه: اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (الإسراء: 14)
وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد: "عن أبي هريرة t، عن رسول الله r قال: إنَّ الله عز وجلّ قال: أنا عند ظنِّ عبدي بي إن ظنَّ بي خيراً له، وإن ظنّ شراً فله."[1] أي إما سعادة الدارين، أو شقاء الدارين.
ومن ضوابط المنهج العلمي في فهم الطبيعة البشرية إيمان المؤمن وعِلْمُه أنَّ خالقَ الكون هو الله الواحد لا شريك له، وأنَّه سبحانه لم يخلق الكائنات عبثاً؛ وأنَّ من صور الخلق الهادف أن تكون المخلوقات متكاملة، وليست متماثلة، فمن العبث أن يخلق الله ذكراً وأنثى ليتماثلا، بل خلق الذكر والأنثى ليتكامل دورُهما في الحياة ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
When an article is accepted for publication, copyrights of the publication are transferred from the author to the Journal and reserved for the Publisher.