الملخص
القضية
كثيراً ما يخطئ العلاج أو يقصِّر لخطأ في التشخيص أو لقصور في التحليل. وهذا لا يصدق على شيء كصدقه على حال قصور تشخيص تخلف الأمة الإسلامية الذي سرى في أوصالها لقرون عديدة، والذي بدا وكأنه قد استعصى على العلاج منذ أن أطلق أبو حامد الغزالي (ت 505ﻫ/1111م) صرخته في "تهافت الفلاسفة" ونداءه في "إحياء علوم الدين". وكان من أهم أسباب فشل التشخيص وفشل العلاج أنه انصرف إلى الأعراض وهدف إلى الظواهر، فضلاً عما أصاب رؤيته الحضارية من تشوه إذ قصَّـر به منهجه الجزئي عن الغوص إلى جواهر الأسباب.
كانت شكوى الأمة وما تزال من التخلف ومن التمزق ومن الطغيان والتسلط، وهي أيضاً شكوى من الظلم والفقر والجهل والمرض، وكانت الأمة وماتزال تتطلع إلى القوة والوحدة والعدل. وكانت هذه الآمال وماتزال وهماً وسراباً، ولم يتحقق أي شيء من آمال التنمية السياسية والاقتصادية والعلمية والتقنية، وظل أمر اللحاق بالركب وتوفير المستويات الإنسانية اللائقة في المعاش والتعليم والصحة مطلباً لشعوب الأمة لا يتحقق.
وإذا كنا نتفق مع كل المصلحين في أن كل وجوه هذا الإصلاح مطلوبة، وأنه لا يمكن تحقيق نهضة الأمة وحمل رسالتها دون تحقيق هذه الإصلاحات، ولاسيما مطلب إصلاح التعليم، إلا أننا نرى أن كل هذه الإصلاحات إنما هي أعراض لأسباب أكثر عمقاً وأبعد غوراً فإن لم نتحلى بالنظرة الناقدة الشجاعة، ونزوّد أنفسنا بالوسائل المعرفية الصحيحة اللازمة لمعرفة هذه الأسباب، فإننا سوف نستمر في عجزنا عن معرفتها والتزود بالقدرة الحقيقية على مواجهتها والتغلب عليها وتحقيق الأهداف والمطالب والإصلاحات الحياتية الحضارية المشروعة لأمتنا ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
جميع الحقوق محفوظة للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ولا يسمح بإعادة إصدار هذا العدد دون إذن خطي مسبق من الناشر.
هذا المُصنَّف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف - غير تجاري - منع الاشتقاق 4.0 دولي.