Abstract
شهد العالم الإسلامي ظهور العديد من المفكرين والمصلحين والمدارس الإصلاحية، أمثال الأفغاني ومحمد عبده والكواكبي ومحمد رشيد رضا وابن عاشور، إلخ، الذين حاولوا تشخيص الأزمة التي تعاني منها الأمة الإسلامية في القرنين السابقين. وقد تنوّعت تشخيصاتهم وخطاباتهم وأدواتهم ومناهجهم الإصلاحية؛ إذ ركزت بعض الحركات الإصلاحية على الجانب التربوي، وبعضها على الجانب السياسي، وأخرى على الجانب العقدي، إلخ. وثمة تيارات نظرت إلى هموم الأمة وأدوائها ضمن الدائرة الإنسانية العالمية، وموقع المسلم من الحراك الفكري العالمي، وإسهامه في بناء الحضارة الإنسانية وترشيدها، وكان من بين من مثّلوا هذا التوجّه مدرسةُ إسلامية المعرفة، التي استهدفت بناء الرؤية الإسلامية القرآنية، وتفعيل النظام المعرفي الإسلامي، وحققت في ذلك إنجازات مقدَّرة.
ويُعد إسماعيل الفاروقي من أبرز شخصيات الإصلاح الفكري الإسلامي وجهود النهوض الحضاري للأمة، والعَلَم الأبرز في مدرسة إسلامية المعرفة؛ وغدا إنتاجُه الفكري، وتنظيراتُه في مجال تأصيل العلوم، وتأسيساتُه المعرفية، مرجعاً مهمّا في أدبيات الأديان المقارنة والتأصيل الإسلامي للمعرفة، والتكامل المعرفي، ومنهجية التعامل مع التراث الإسلامي والفكر الغربي بمختلف تجلياته. وإن من الوفاء لجهود الإصلاح الفكري المعاصر، الحديث عن الفاروقي بعد ربع قرن من وفاته، بطريقة علمية تعرض الخطاب الإصلاحي الفكري الذي أسهم في تأسيسِه وتحليلِه وتنقدُه.
لا نعرف أحداً تعرّف على الدكتور إسماعيل راجي الفاروقي، يرحمه الله، إلا ويذكر أنَّه كان إنساناً متميِّزاً في شخصيته، وعِلْمِه، وفِكْره، وخُلُقه. يشهد بذلك كبار العلماء الذين عرفوه وحاوروه، والزملاء الذين عملوا معه، والطلبة التي تعلَّموا على يديه، ويستوي في ذلك مِنْ هؤلاء مَنْ كان مسلماً أو غير مسلم. يقولون: إنَّ شخصيته تميَّزت بالحيوية، ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
When an article is accepted for publication, copyrights of the publication are transferred from the author to the Journal and reserved for the Publisher.