Abstract
القرآن الكريم هو الكتاب الأخير الذي ختم الله سبحانه به الرسالات السماوية ليكون هدى ورحمة للناس إلى يوم البعث. ولذلك لا عجب أن يكون موضوعاً للدراسات المتواصلة تفسيراً وتأويلاً وبحثاً. وقد تواصلت هذه الدراسات عبر العصور، وشهدت جهوداً كبيرة تنوعت في مناهجها واتجهاتها واختلفت في أغراضها ومقاصدها، وشارك فيها مؤمنون يبتغون الهدى في القرآن الكريم، وجاحدون من أهل الفتنة والزيع، يسعون للتشكيك فيه وتحريفَ كَلِمِهِ عن مواضعه. وليس من المتوقع أن تتوقف هذه الدراسات ما دام على الأرض مؤمنون وجاحدون.
ولم يكن موضوع البحث عن مقاصد القرآن غائباً عن هذه الدراسات، لكثرة ما تحدَّث القرآنُ الكريم نفسُه عن مقاصده، لكن غلبة مقاصد الباحثين على مقاصد القرآن كانت -في كثير من الأحيان- تُلَوِّن مناهج البحث ونتائجه، وتُهَمِّشُ مقاصد القرآن. وقد تنبَّه بعض الباحثين في العقود الأخيرة إلى ضرورة الاهتمام بالدراسات المقاصدية للقرآن الكريم، انطلاقاً من الإيمان بأنّ كل ما ورد في القرآن الكريم من الألفاظ والمعاني لم يأت عبثاً، ولم يقتصر على ترشيد حياة الفرد الإنساني وصلاحه في الدنيا وحسن مصيره في الآخر، وحسب، وإنما كان بالإضافة إلى ذلك يعالج قضايا الحرية والعدل في حياة المجتمع والأمة، ويستهدف بناء الحضارة والعمران، وحفظ نظام العالم، وهذه المقاصد لا يفرضها الباحث في القرآن الكريم تعسفاً وتكلفاً، وإنما هي قائمة واضحة في البنية القرآنية من جهة، وأصيلة عميقة في فطرة الله التي فطر عليها الفرد الإنساني والمجتمع البشري.
إن حرص العلماء على بيان مراد الله عز وجل في كتابه بقدر الطاقة البشرية يؤكد اتفاقهم على حضور البعد المقاصدي. وقد تمثل هذا الحضور فيما جاء به القرآن الكريم من مضامين، أو في العلل والحِكم والمعاني المستنبطة منه، أو في المقاصد الكلية والعليا ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
When an article is accepted for publication, copyrights of the publication are transferred from the author to the Journal and reserved for the Publisher.