Abstract
يحتوي الكتاب على مقدمة قصيرة وثمانية فصول، جاءت عناوينها كما يأتي: الإنسان والمادة، إشكالية الطبيعي والإنساني، العقل والمادة، المادية في التاريخ، الترشيد والقفص الحديدي، نهاية التاريخ، العنصري الغربية في عصر ما بعد الحداثة، المادية والإبادة.
وقد استهدف المؤلف في هذا الكتاب محاولة فتح باب الاجتهاد بخصوص دراسة ناقدة للفلسفة المادية الكامنة خلف العديد من الفلسفات الحديثة، التي شكلت رؤية العالم المعاصر للتاريخ والتقديم والعلاقات الدولية، بل وشكلت أيضاً رؤيتنا لنفسنا لأن هذه الرؤية هيمنت على النخب الثقافية والفكرية في مجتمعاتنا. ويستخدم المؤلف في هذا الكتاب -شأنه في هذا شأن كتبه في الآونة الأخيرة- النموذج المعرفي أداة تحليلية.
تبقى قضية الإنسان محور الاهتمام لكثير من الفلسفات الروحية والمادية. فالإنسان هذا المخلوق العجيب استحوذ على اهتمام الفلاسفة والمفكرين منذ بدايات الفكر الإنساني. فضلاً عن أن الإنسان كان الهدف الأساس من الرسالات السماوية. وهذا الإنسان بالتركيبة العجيبة المتمثلة في الجمع بين المادية والروحانية سيبقى كذلك محط اهتمام العقلاء والمفكرين والفلاسفة. والسبب واضح جداً، فالإنسان محور هذا الوجود وهو في ذات الوقت المخلوق الذي سخرت له السماوات والأرض وسجد لكرامته الملائكة.
هذا المخلوق الكريم المعقد التركيب اختزل في المادية الحديثة والقديمة على السواء إلى مجرد مكون مادي من دم ولحم: أي مواد عضوية وكيماوية ليس أكثر. فهو لا يختلف عن أي مخلوق آخر في هذا الكون من طبيعة مادية أو مخلوقات حيوية.
والكتاب الذي بين أيدينا يتناول الفلسفات المادية المشار إليها آنفاً بالنقد والتحليل. وهو كتاب سيجد بعض القراء صعوبة كبيرة في إدراك الكثير من العلاقات والنتائج التي يتوصل إليها. فالكتاب من الناحية الموضوعية يتناول موضوعاً بحث كثيراً في الأدبيات الإسلامية المعاصرة. حيث إن نقد الفكر الفلسفي الغربي لم يتوقف. كما أن ربط الاستعمار الحديث والقديم بالفلسفة العلمانية ليس جديداً. ولكن الجديد كثير في هذا الكتاب. فالكتاب لا يطرح العالم الغربي مقابل العالم الإسلامي، أو الفلسفة الغربية مقابل الإسلام. ولا يتناول الغرب ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
When an article is accepted for publication, copyrights of the publication are transferred from the author to the Journal and reserved for the Publisher.