القطيعة المعرفية مع الذات منهجية القراءة التفكيكية عند محمد أركون
PDF

كيفية الاقتباس

نصيرات صالح محمد. "القطيعة المعرفية مع الذات منهجية القراءة التفكيكية عند محمد أركون". الفكر الإسلامي المعاصر (إسلامية المعرفة سابقا) 7, no. 28 (أبريل 1, 2002): 169–157. تاريخ الوصول أبريل 24, 2024. https://citj.org/index.php/citj/article/view/1647.

الملخص

يعاني كثير من مثقفي الحداثة ومفكريها من تشويش واضح وخلط كبير في تعاطيهم مع عدد من المفاهيم التي تملأ حياتنا الثقافية. فمن تلك المفاهيم مفهوم الحرية الفكرية. ولأهمية هذا المفهوم لابد أولاً أن نبين كيف تتكون المفاهيم ثم نحدد الطريقة التي تجعل الفرد يتبنى مفهوماً معيناً دون آخر.

يقسم علماء النفس المفاهيم إلى نوعين: مفاهيم مجردة ومفاهيم محسوسة. المفاهيم المجردة عبارة عن أسماء تشير إلى فكرة نظرية مجردة تتمثل في صورة بنية معرفية في الدماغ. أما المفاهيم المحسوسة فهي تشير إلى اسم لشيء ذي أبعاد معينة من حيث الحجم أو الوزن أو غير ذلك من الأبعاد. ويحدد علماء النفس ثلاثة معايير ليكون المفهوم مفهوماً: أنه ينتمي إلى تصنيف معين، وأنه يمكن تصوره، وأخيراً أنه مركب ومعقد. ويعتمد المفهوم المجرد في وضوحه وتفسيره على السياق الذي يقع ضمنه، وكلمة السياق هنا لا حدود لها. فقد يكون على المستوى اللغوي، أي الموقع الذي يتخذه المفهوم بين مفردات وكلمات وروابط وغير ذلك. وقد يكون السياق تلك الأوضاع التاريخية والسياسية والمزاج الثقافي التي ولد المفهوم في ثناياها. وأما كونه ينتمي إلى تصنيف معين، فهذا يشير إلى إمكانية تفسيره وتمييزه من بين المفهومات الأخرى. أما التعقيد فهو يشير إلى قضية مهمة وهي أن المفهوم ليس مجرد اسم على فكرة، بل إن هذا الاسم تشكل عبر مراحل عديدة، وتطور ليتخذ معنى معيناً. هذا المعنى لا يعبر عن فكرة واحدة، بل يمثل في كثير من الأحيان مظاهر وملامح كثيرة. كما أن دلالات المفهوم ترتبط بسياقات كثيرة لا يمكن التغاضي عنها.[1]

فمفهوم الحرية الفكرية مثلاً يعني أن الإنسان الفرد حر في تبني الموقف الفكري الذي يراه مناسباً. وقد يتبنى شخص هذا المفهوم من خلال ظرف نفسي أو حياتي معين. فليس بالضرورة أن التبني ناتج عن قناعات الفرد بصلاحية ذلك المفهوم، بل إنّ بعض الناس يتبنون مفاهيم معينة نتيجة ظرف طارئ يمرون به. وقد يتبنى آخرون مفهوماً معيناً بناء على المنهج الفكري الذي آمنوا به وجعلوه الإطار الذي يحكم تفسيرهم للأشياء والأحداث والمقولات. ولذلك لا بد من سبر الحالة النفسية والظرف التاريخي اللذين يمر بهما الشخص للتعرف على مدى قناعته بذلك المفهوم. فقد يتبنى شخص الحرية الفكرية كونه يعيش في بلد...

للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF  في اعلى يمين الصفحة.

https://doi.org/10.35632/citj.v7i28.1647
PDF

جميع الحقوق محفوظة للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ولا يسمح بإعادة إصدار هذا العدد دون إذن خطي مسبق من الناشر.

هذا المُصنَّف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف - غير تجاري - منع الاشتقاق 4.0 دولي.

رخصة المشاع الابداعي