الملخص
يُلقي هذا البحث الضوء على بعض الجهود التجديدية عند عبد الحميد أبو سليمان، وما امتاز به من غيره في التعامل مع مفاهيم "التجديد"، وممارسته له. وذلك من خلال دراسة ارتباط مفهوم "التجديد" بمفهوم "المنهج" والتفكير المنهجي في حياة أبو سليمان وفكره. ويستحضر البحث بعض الأمثلة التي استعمل فيها لفظ "التجديد" والألفاظ ذات الصلة، وبعض المسائل العلمية التي مارس فيها الاجتهاد والتجديد بصورة واضحة. ويأتي الإسهام الفكري لأبو سليمان في سياق مسيرة حركة "إسلامية المعرفة"، فهي في نظره حركة منهجية ناقدة، ودعوة جادَّة للتجديد والمراجعة والتنقية. وقد ارتبط اسم أبو سليمان باسم إسماعيل الفاروقي واسم طه العلواني، في الحديث عن إسلامية المعرفة، غير أنَّ لكلٍّ من هؤلاء الثلاثة إسهامه التجديدي الـمُتميِّز من غيره؛ إذ عُرِف أبو سليمان بتحديد جوهر أزمة الأُمَّة بأنَّها أزمة العقل المسلم، وأزمة الإرادة والوجدان المسلم، وإعطائه الأولوية للأُسرة وتربية الطفولة. فاستعماله لمفهوم "التجديد" لم يجعله مقتصراً على المصطلح الذي يشير إليه لفظ "التجديد"، بل كان يستعمل مصطلحات يدلُّ السياق على الدلالة التجديدية التي يَنشدها في سعي الأُمَّة لتغيير واقعها، مثل ألفاظ "الإصلاح"، و"البناء"، و"التغيير"، و"البعث"، و"الإحياء"، و"الإبداع". ويظهر لنا البحث تركيز عبد الحميد أبو سليمان في اجتهاداته على أهمية "إعادة البناء" و"إعادة النظر"، و"تقليب النظر"، و"إحياء الفكر الاجتهادي".
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.
الحقوق الفكرية (c) 2023 المعهد العالمي للفكر الإسلامي