كلمة التحرير
PDF

الكلمات المفتاحية

كلمة التحرير

كيفية الاقتباس

التحرير هيئة. "كلمة التحرير". الفكر الإسلامي المعاصر (إسلامية المعرفة سابقا) 9, no. 35 (يناير 1, 2004): 40–9. تاريخ الوصول نوفمبر 3, 2024. https://citj.org/index.php/citj/article/view/2829.

الملخص

تمرّ أمتنا في هذه الأيام بظروف تتّسم بالاضطراب الباعث على الحيرة والقلق، فمن متفائل يقول بأنّ هذا الليل لابد أن يعقبه فجر؛ ومن متسائل أليس لهذا الليل الطويل من آخر! ومن قائل إنّ الواقع القائم لا فكاك منه، وتيارات العولمة الهادرة لا قبل لأحد في مواجهتها، فلنتكيف معها ولنوجه أشرعتنا في الاتجاه الذي تقودنا إليه. ويبدو أن الأمّة قد افتقدت البوصلة الهادية إلى المنهج السليم الذي يمكنها من استعادة فاعليتها وقدرتها وإرادتها وتتمكن من ثمّ من تقرير مصيرها بنفسها. وهذه الخصائص الثلاث الفاعلية والقدرة والإرادة شروط أساسية لتجاوز محن كهذه، بكل ما لها من انعكاسات وتشعبات؛ فإذا لم تستعد الأمة فاعليتها وقدرتها وإرادتها ومن ثم تقرير مصيرها بنفسها، فإنها بمقتضى قوانين هذا الكون وقواعد الاجتماع تكون قد بلغت سنّ الشيخوخة وحقت عليها كلمة الاستبدال. وهذه الأمة ارتبطت في تكوينها وفي بنائها وفي سيرورتها التاريخية بمصادر هداية خالدة ثابتة، قادرة عندما يُحسن الرجوع إليها أن تقدم سائر المؤشرات المطلوبة لاستعادة الفاعلية، وإعادة بناء القدرة، وتحقيق الإرادة التي تمكن من استيفاء بقية الشروط والصفات التي يتوقف عليها النهوض الحضاري والعودة إلى حالة الشهود. وهذه المصادر هي كتاب الله وبيانه من سنة نبيّه الثابتة الصحيحة. ولكنّ الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن؛ أي أن فاعلية القرآن لا تتحقق من مجرد وجوده بين ظهرانينا، ولكنها تأتي من الإنسان القارئ المتدبر، فالبشر هم الذين يقرؤون ويتدبرون ويعكفون ويتفكرون ويرتلون، ليصلوا إلى كيفية الإمساك بمقود واقعهم وتوجهه نحو التغيّر والصلاح.

وتشنّ اليوم على القرآن المجيد معركة لا هوادة فيها؛ معركة تعيد إلى الأذهان معارك مشركي قريش وجيرانهم من أهل الكتاب المبدل المحرف ﴿لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ (فصلت: 26)، ﴿وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ (الفرقان: 5)، ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ﴾ (النحل: 103) ﴿وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ. وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ.﴾ (الشعراء: 210-211) ولذلك نُطالب اليوم بالإمعان في هجره وتجاوزه إن أمكن، وإلاّ فلا بد من إدخال تعديلات وتغييرات وحذف بعض الآيات وإعادة تأويل ...

للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF  في اعلى يمين الصفحة.

https://doi.org/10.35632/citj.v9i35.2829
PDF

جميع الحقوق محفوظة للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ولا يسمح بإعادة إصدار هذا العدد دون إذن خطي مسبق من الناشر.

هذا المُصنَّف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف - غير تجاري - منع الاشتقاق 4.0 دولي.

رخصة المشاع الابداعي