الملخص
تشغل القيم مكانة مُهِمَّة في التفكير الإنساني عامة، والفكر الإسلامي بوجه خاص؛ فالقيمة في مرجعية الفكر الإسلامي تُحفِّز على التوازن والاستقامة في أمور المعاش والمعاد، وترتبط بأمور العلم والعمل، وتتعلَّق بالمنهج، والتفكير، والوسائل، والإصلاح، وتتصل مباشرةً بالعدل، والاعتدال، والاستقامة، والاستواء، وتُؤكِّد المعيارية، والثبات، والاستقرار، مثلما تُؤكِّد الواقعية، والعملية.
وتروم هذه الدراسة إدراك مكانة القيم في الفكر الإصلاحي المعاصر، بالتعرُّض لمدرسة المعهد العالمي للفكر الإسلامي (1981)، والوقوف على مكان القيم ومكانتها في الإنتاج الفكري لهذه المدرسة مما هو متوفر باللغة العربية، وتقويم الكتابات التي تمّت في هذا الإطار، مع تقديم نظرة نقدية استشرافية لدعم هذه المكانة في برامج المعهد الفكرية.
وجاءت هذه الدراسة على نسق الدراسات الوصفية، معتمدةً أسلوب تحليل المضمون بوصفه أنسب الأساليب المنهجية لتحقيق أهدافها. ويُعرَّف أسلوب تحليل المضمون بأنَّه "أسلوب للبحث العلمي يُمكِن أنْ يستخدمه الباحثون في مجالات بحثية مُتنوِّعة لوصف المحتوى الظاهر والمضمون الصريح للمادة المراد تحليلها -من حيث الشكل والمضمون- وذلك بشرط أنْ تتمَّ عملية التحليل بصفة مُنتظَمة، ووَفق أسس منهجية، ومعايير موضوعية" (حسين، 1996، ص22).