الملخص
تتبنى هذه المقالة رؤية غير تقليدية في تحليل الموقع الريادي لابن خلدون في إنشاء علم العمران البشري؛ إذ طالما نُظرإلى أن علم العمران البشري حصادٌ لاحتكاك صاحب المقدمة مع البدو والحضر في المجتمعات المغاربية خاصة. لقد نقد ابن خلدون المؤرخين العرب والمسلمين بسبب الخلل في منهجيتهم وتحليلهم للأحداث التاريخية؛ إذ إن مؤلفات هؤلاء كانت ضعيفة المصداقية؛ فعلم التاريخ العربي الإسلامي كان في أزمة حسب رؤية فيلسوف العلوم توماس كون. ومن ثمَّ، فعلم العمران البشري هو عبارة عن بردايم جديد لحل تلك الأزمة؛ وذلك بتغيير علم التاريخ من علمٍ عاديٍّ إلى علم ثوري -حسب منظور كون- يمثل مشكاة لعلم الاجتماع العربي الإسلامي المعاصر. ففكر المقدمة أحدث ثورة في العلاقة بين علميْ التاريخ والاجتماع؛ إذ صفوة علماء التاريخ يجب أن يكونوا أولاً علماء اجتماع جيدين، حتى يتمكنوا من أن يكونوا مؤرخين صادقين.
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.
الحقوق الفكرية (c) 2024 المعهد العالمي للفكر الإسلامي