الملخص
إن علم أصول الفقه، من خلال تقعيد قواعده، مثّل منهجاً وسطاً مستمداً من معالم الوسطية في الشريعة الإسلامية؛ إذ أسس به العقل الإسلامي منهجاً فلسفياً شرعياً قادراً على الاجتهاد؛ لاستنباط الأحكام في جميع مجالات البناء الحضاري في الفكر الإسلامي، وبذلك تضمن هذا العلم فوائد مهمة، لا يمكن الاستغناء عنها. حاولت الدراسة الكشف عن معالم الوسطية في المنهج الأصولي، وكيف كان لتقعيد العلم دور في ذلك. وبيان خاصية التوازن في المنهج الأصولي بين الأصل والفرع، وهي إحدى الخصائص المعبّرة عن معاني الوسطية في هذا المنهج. وإظهار واقعية المنهج الأصولي الذي يربط الفهم بالتنزيل، وهي خاصية معبّرة كذلك عن معاني الوسطية في هذا المنهج. وتبيُّن الوظيفة المنهجية في أصول الفقه المعبّرة عن معالم الوسطية، والتي تشمل الوظيفة التوفيقية والاستدلالية.