Abstract
قام محمد رشيد رضا في العام 1315هـ/ 1898م بتأسيس مجلة المنار، وكان ذلك حدثاً صحافياً وفكرياً وعقائدياً هاماً للغاية، لأنه ظهر ليملأ فراغاً إصلاحياً سببه ضعف الصحافة الإسلامية التي وهنت بعد احتجاب مجلة العروة الوثقى عام 1301هـ/ 1884م. وكان ملء هذا الفراغ الصحافي يقتضي الدخول في حوار فكري مفتوح مع تيارين علمانيين شكَّلا عقلية القارىء العربي في تلك الحقبة. ويتزعم أحدهما نخبة من مثقفي الطائفة المارونية المسيحية، التي كان لها موقف معاد للإسلام ينبع من معاداتها للدولة العثمانية، ويتعاطف مع المدّ الاستعماري الأوروبي، ومعطيات الحداثة الغربية باعتبارها البديل الأمثل لإصلاح شأن الأمة العربية، وتحديث واقعها الراهن. وانطلاقاً من هذا المبدأ فقد استطاعت هذه النخبة أن تروّج لأفكارها، وبرامجها التحديثية عبر وسائط صحافية عربية نافذة مثل مجلة المقتطف لصاحبيها يعقوب صروف، وفارس نمر، وجريدة الأهرام للأخوين سليم تقلا، وبشارة تقلا، ومجلة الهلال لصاحبها جورجي زيدان. أما التيار الثاني فقادته مجموعة من المفكرين، والساسة المسلمين العرب الذين انبهروا بنهضة الغرب الأوروبي عندما قارنوها بتخلف النموذج العثماني، الذي حسبوه النموذج الإسلامي الأوحد، فظنوا أن الاستئناس بالنموذج الغربي هو المخرج الوحيد من الأزمة الخانقة التي يعاني منها الشرق الإسلامي. وكان في مقدمة هؤلاء أحمد لطفي السيد، ومنصور فهمي، وطه حسين ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
When an article is accepted for publication, copyrights of the publication are transferred from the author to the Journal and reserved for the Publisher.