الملخص
هذا البحث مساءلة معرفية لمُجمَل الإنتاجية الفكرية لعبد الحميد أبو سليمان. والميزة المنهجية لهذه المساءلة أو هذا التلمُّس التحليلي لأفكارها وأهدافها أنَّها ترتكز على منهجية التفكير بالنماذج المعرفية، وتحديداً المفاهيمية منها. وعمِل البحث على تطبيق هذه المنهجية لفهم المجالات المعرفية التي فكَّر فيها أبو سليمان، وهي مجالات افتتحت سَيْرها المنهجي من الوعي بأهمية الإصلاح الفكري وتطبيقاته في التعليم، ثمَّ توسَّطت بتنمية الإرادة والبحث في الشروط التربوية لأجل إطلاق طاقة الوجدان وتفعيل القِيَم بمراتبها في النفسية المسلمة، ثمَّ رست بعدها في الوعي بأهمية الرؤية الكونية الحضارية. ومضى البحث قُدماً في إمكانية رفع التعارض أو التناقض الظاهر بانتقالات عبد الحميد أبو سليمان من إصلاح العقل إلى دائرة القِيَم، فدائرة الرؤية الكونية الحضارية؛ إذ يبدو أوَّل وهلة أنَّه إخفاق في تعيين طبيعة التحدّي الذي تُواجِهه الأُمَّة الإسلامية، بينما نحن بالارتكاز على التحليل النماذجي المعرفي والمفاهيمي نُبصِر فيها تحوُّلات مشروعة، تجد قوَّتها في الطابع الانتقائي للنمذجة؛ فهو انتقائي شبيه بمَنْ يرسم خريطة لمكان ما، لكنَّه لا يرسم في الخريطة كل الأشياء والأمكنة، وإنَّما ينتقي الطُّرقات الكُبرى والمعالم الرئيسة للبلاد. وهكذا الأمر في تفكير أبو سليمان؛ فهو تفكير تمييزي، لكنَّه ينتهي إلى الوَحدة والتكامل والترابط بين مدارات الإصلاح الثلاثة: العقل، والقِيَم، وتفعيل الرؤية.
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.
الحقوق الفكرية (c) 2023 المعهد العالمي للفكر الإسلامي