الملخص
ينظر هذا البحث التحليلي في القيم السائدة في الجامعات، وأثرها في سلوكات الطلبة؛ إذ إنَّهم يكونون عُرْضةً لتحوُّلات ذهنية، ونفس-اجتماعية، وقيمية، توشِك أنْ تُزعزِع لديهم مرجعيتهم القيمية التي استبطنوها من التربية الوالدية، ومن ثقافة مجتمعاتهم الأصيلة. ولئنْ كانت بعض مُكوِّنات تلك المرجعية بحاجة إلى المراجعة والنقد، مثل الموقف السلبي من المرأة في مجتمعاتنا العربية بتأثير من تراث حقبة الانحطاط الحضاري، فإنَّ قيماً أساسيةً أصيلةً بحاجة إلى التثبيت، مثل: قيم الإيمان، والبرِّ، والإحسان. وإنَّ الطلبة بحاجة إلى استبطان قيم جديدة إيجابية ظهرت في السياق الكوني الحديث، مثل: الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والبيوتيقا وأخلاقيات التعامل في شبكة الإنترنت خاصة، وفي المجال الرقمي بصورة أعمَّ. وبعد البحث في مستوى حضور الـمُكوِّن القيمي في مختلف فروع العلوم التي يدرسها الطلبة في الجامعات العربية، تَبيَّن ضعف هذا الحضور، وعدم كفايته وملاءمته؛ ما جعل الهدف الأخير من البحث هو اقتراح مصفوفة قيم خاصة بفروع العلوم المختلفة الـمُدرَّسة، وتلك الواجب تدريسها في الجامعات العربية. وهذا ما حاولنا فعله من مدخل القيم العليا الحاكمة (التوحيد، التزكية، الإنسان، العمران) وفروعها القيمية، فضلاً عن الانفتاح على القيم العمرانية الجديدة التي تُلائِم منظومة القيم الأصيلة ومقاصدها العليا في توجُّهها إلى العالَم والعالمين.