الملخص
لا يخرج الدليل الكلامي والأصولي الـمُرتبِط بالسُّنَّة النبوية استقراءً عن التواتر والآحاد والمشهور، غير أنَّه توجد إشكالية لدى الدارسين في تشكُّل هذه المصطلحات، وفي ضبط دلالاتها.
فجاءت هذه الدراسة مُبيِّنة أنَّ تشكيلها كان في منتصف القرن الثاني الهجري على يد مُتعاصِرينِ هما: واصل بن عطاء مُؤسِّس المدرسة الاعتزالية، وأبو حنيفة مُؤسِّس المدرسة الحنفية. وهذا التشكيل جاء لضبط الحدود الفكرية وأدلتها في الجانب العقدي، وما هو داخل في مفهوم التأسّي بالنبي عليه الصلاة والسلام، وأنواعه في الجانب التكليفي كما بَيَّنه الأصوليون.
وبَيَّنت الدراسة أيضاً عدم الاتِّفاق على ضبط المراد من هذه المصطلحات، وعلى وجود تداخل فيما بينها؛ فالتفريق بينها أقرب إلى الذاتي منه إلى المعياري، وقد بانَ وجود مصطلحات -إبّان التشكُّل- مُختلِفة في التسمية، ومُتَّحِدة في الدلالة، مثل: المشهور مع المعروف والمستفيض، والآحاد مع الشاذ في بعض الأحيان. وقد جاءت هذه الدراسة حصيلة مناهج عِدَّة، أبرزها: المنهج التحليلي، والمنهج النقدي.