الملخص
شدت انتباهَ ابن قُتَيْبَة ظاهرةٌ شاعت في عصره هي "شيوع الجهل بين الكُتَّابِ وضَآلة مِعارفهم" إلى حد وقوع المُقَدَّمِيْنَ منهم في أخطاءَ وألوان من الجهل فاضحة، مما دفعه إلى وضع كتابه "أَدَب الكَاتِب"، وفي هذا يقول ابن قتيبة:
"فَلَمَّا أَنْ رَأَيْتُ هَذا الشأن (يريد الحرص على العلم) كُلَّ يومٍ إلى نُقْصَان، وخَشِيْتُ أن يذهب رسمه، ويعفو أثره، جعلت له حظاً من عنايتي وجزءاً من تأليفي، فعملت لمُغْفِلِي التأديب كتباً خفافاً في المعرفة وفي تقويم اللسان واليد…"[1]
وقد شَرَعَ ابنُ قُتيبة في علاج هذه الظاهرة بكتابه "أَدَب الكَاتِب" الذي اشتمل على أربعة كتب: (المعرفة)، (تقويم اليد)، (تقويم اللسان)، (أبنية الأفعال والأسماء)، لكنه ما لبث أن أدرك أنَّ ذلك القدر من الجهد لم يكن كافيًا، وهنا نشأت الحاجة إلى تأليف كتابٍ آخر يكمل به ما أراد، فكان كتابه "عُيون الأخبار"؛ قال ابن قتيبة:[2]
"وإني كنتُ تكلفتُ لمُغْفِلي التأدب من الكُتَّابِ كتاباً في "المعرفة" وفي "تقويم اللسان" و"اليد" حين تبينتُ شمولَ النقص ودروس العلم وشغل السلطان عن إقامة سُوق الأدب حتى عَفَا ودَرَسَ،[3] بلغتُ به فيه (يريد: بلغت بالكتاب المشار إليه في تحقيق الهدف المرجو منه) هِمَّةَ النَّفْس وثَلَج الفؤاد (أي: غاية رضاه)، وقيدتُ عليه به ما أطرفني الإله ليوم الإدالة، وشرطتُ عليه (أي على المتأدب من الكتاب الراغب في التزود بالمعرفة) مع تَعَلُّمِ ذلك تَحَفُّظِ عُيون الحديث، ليدخلها في تضاعيف سطوره متمثلاً إذا كاتب، ويستعينَ بما فيها من معنى لطيف ولفظٍ خفيف حَسَن إذا حاور." ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
جميع الحقوق محفوظة للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ولا يسمح بإعادة إصدار هذا العدد دون إذن خطي مسبق من الناشر.
هذا المُصنَّف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف - غير تجاري - منع الاشتقاق 4.0 دولي.