الملخص
"علم الأخلاق" فَرْعٌ من الفلسفة، يبحث في المقاييس التي يُمَيز بها بين الخير والشر في سلوك الإنسان، وقد اهتم الفلاسفة المسلمين بعلم الأخلاق وعَرَّفُوه بأنه: علم بالفضائل وكيفية اقتنائها لتتحلى النفس بها وبالرذائل وكيفية تَوَقِّيْهَا لتتخلى عنها. وهو من العلوم التي تأثر الفلاسفة المسلمون فيها بالفلسفة اليونانية القديمة (الإغريقية) منذ بدأت حركة الترجمة إبان العصر العباسي، وكانت المباحث الأخلاقية قبل ذلك شذرات ومجموعات من الحِكَم والأمثال والوصايا والمواعظ التي لا تجمعها نظرية عامة.
ومن أشهر المفكرين المسلمين الذين عُنوا بالتصنيف في علم الأخلاق على أساس منهجي: ابن مسكويه، والغَزالي، والطُّوسي، والفارابي، وابن رشد، وإخوان الصفا. ومن الكتب المؤلفة في ذلك: "أخلاق الأبرار والنجاة من الأشرار" للغزالي و"الأخلاق" لعضد الدين الإيجي.
وكتاب "تهذيب الأخلاق" هو أحد المؤلفات في هذا العلم، وهو يبحث بأسلوب فلسفي عقلي الطريقة إلى سُمُوّ الأخلاق، وذلك من خلال أربعة فصول،[1] سُبِقَت بمقدمة. تحدثت المقدمة[2] عن أهمية الأخلاق فهي التي تَمَيَّزَ بها جنسُ الإنسان، ثم ذكرت خطة الكتاب.
والفصل الأول[3] في تعريف الأخلاق، وأقسامها، وتأثرها بالنفوس: عَرَّف فيه "الخُلُقَ"، وبين أن بعض الأخلاق تكون في بعض الناس غريزة وطبعاً وفي بعضهم لا تكون إلا بترويض النفس والاجتهاد في تدريبها كالسخاء والشجاعة والحِلْم والعفة والعَدل …، وتحدَث عن قُوَىَ النفس الثلاثة (النفس الشهوانية، والنفس الغَضَبِيَّة، والنَّفس الناطقة). ويدور الفصل الثاني[4] حول أنواع الأخلاق، وأقسامها، وبيان المُسْتََحْسَن منها والمُسْتَحَبّ اعتياده ويُعَدُّ فضائل، وما المُسْتَقْبَح منها المكروه ويُعَدُّ نقائص ومعايب ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
جميع الحقوق محفوظة للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ولا يسمح بإعادة إصدار هذا العدد دون إذن خطي مسبق من الناشر.
هذا المُصنَّف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف - غير تجاري - منع الاشتقاق 4.0 دولي.