Abstract
أشرنا في التقديم للعدد العشرين من "إسلامية المعرفة" إلى محاور البحث الرئيسية التي تبناها المعهد العالي للفكر الإسلامي. وأكّدنا فيه على أهمية بناء الرؤية الكلية للإنسان المسلم، في ضوء مقاصد الدين وغاياته العامّة؛ وهي رؤية تتصف بالبساطة واليسر عندما يتعلق المر بالجوانب السلوكية والتطبيقية، كما تتصف بدرجة عالية من التجريد والتماسك والشمول عندما يتعلق الأمر بالتحليل النقدي وصياغات النظرية.
وترتبط الرؤية الكلية Worldview في أية دائرة حضارة بطبيعة النظام المعرفي الفاعل في تلك الرؤية، وبمنهجية التفكير والبحث المنبثقة عن ذلك النظام العرفي. وسنتناول في هذا التقديم أهمية البحث في النظام المعرفي وضرورة تطوير فهمنا لطبيعته وخصائصه ومكوناته وتطبيقاته.
إن المواجهة التي يجد المسلمون أنفسهم فيها مع الواقع الثقافي والحضاري للعالم اليوم، لا تقتصر على الصور الظاهرة من تخلف وتجزئة وتبعية، في المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية وغيرها، وإنما اخترقت أنماط التفكير والفهم والنظر غير الإسلامية عقلَ المسلم ووجدانه، حتى أنها تسربت إلى طريقة فهمه ووعيه لصادر الدين الأساسية؛ المر الذي يستدعي أن ينفر للجهاد العلمي والفكري في هذا المجال طائفة من أهل العلم، ليُنذروا قومهم المنشغلين بالجهاد في المجالات الأخرى.
فالاهتمام بالنظام المعرفي ليس تكلفاً لما لا حاجة إليه، ولا تنظيراً لما لا فائدة فيه، وليس مقصوراً على الدوائر الفلسفية والبحوث المتخصصة، فجميع الناس ينطلقون في تفكيرهم وفي عمليات الإدراك التي يمارسونها من نظام معرفي، سواءً بوعي منهم على ذلك أم بدون وعي. ويتمثل ذلك في أبسط أشكاله بالمسلمات والمبادئ والافتراضات النظرية الكامنة في أقوال الناس وأفعالهم، تماماً كما تمكن قواعد النحو في اللغة التي ينطقون بها أو يكتبونها. وعليه فإنَّ البحث في النظام المعرفي الإسلامي هو بحث في الهوية الحضارية ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
When an article is accepted for publication, copyrights of the publication are transferred from the author to the Journal and reserved for the Publisher.