Abstract
كثيرة هي الدراسات التي تناولت علاقة الأنا بالذات، وعلاقة الأنا بالآخر. وقد تنوعت مداخل هذه الدراسات؛ فثمة المدخل اللساني (اللغوي)، والثقافي (السياق)، والاجتماعي، والتأويلي (الهرمونيطيقا)، والتاريخي، إلخ. واتكأ منهج التعامل مع ثنائية الأنا والآخر على مقومين: ذاتي مرتبط بـ(نحن)، وهو ما يمثل خصائص الذات ببُعدها المعرفي الإسلامي، وموضوعي مرتبط بـ(هم)، وهو ما يمثل خصائص الآخر ببُعده المعرفي الغربي. ومن الماحظ أن جلّ هذه الدراسات دار حول موضوع الهوية، الذي يجمع بين ثناياه مفردات عديدة مثل: التراث، والمرجعية، والشخصية، إلخ. والمتفحص لتلك الكتابات يجدها تكشف عن علاقة (ما) بين الهوية وخطاب الهوية، فربما تكون الهويّات مستقرة في مجتمع ما، ولكن الخطاب هو الذي يبرزها سلباً أو إيجاباً، وبذلك يُعاد إنتاج الهويّة؛ أي إنتاج ثقافة تعكس علاقة الذات مع الآخر، وهي علاقة يؤدي فيها التخيّل دوراً مركزياً، يتم من خلاله تكوين رؤية للمجتمع، حريصةٍ على إخفاء الذاتية، ومحاولةٍ التمسك بالأصل النَّقيّ، ومبتعدةٍ ما أمكن عن التلوث بالآخر، فهو خطاب سرعان ما يتحول إلى ممارسة ثقافية واجتماعية وسياسية، إلخ.
والهويّة -بحسب هذا الخطاب- تصبح مفهوماً مكتملاً، ولا يتبقى سوى البحث عن صيغة التطابق مع المثال (الماضي) لتحقيق الواقع (الحاضر)، وهذا ما يدعو إلى التمييز بين الهويّة، وخطاب الهويّة؛ فإذا كانت الهويّة حقيقة رمزية تعيشها المجتمعات والأفراد، فإنَّ الخطاب المُنشأ عن الهويّة هو خطاب إيديولوجي يتجه نحو الآخر؛ بغية تأكيد الذات ورفض تماهيها مع الآخر وتمثلاته. ومن هنا فإنَّ خطاب الهويّة يطرح نفسه بوصفه خصوصية، ومن مهمة المجتمع -في صيرورته- أن يحافظ عليها، ويمنع الآخر من تهديدها ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
When an article is accepted for publication, copyrights of the publication are transferred from the author to the Journal and reserved for the Publisher.