Abstract
تأخر الأحناف في تأليف طبقات علماء مذهبهم إلى القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي وسبقهم غيرهم، ولم يكن كتاب "الجَوَاهِر المُضِيَّة في طَبَقَات الحَنَفِيَّة"[1] (أو: "طبقات الحنفية" -كما يطلق عليه في بعض الأحيان) أول مؤلف في تراجم أتباع المذهب الحنفي فقد سبقه في هذا الشأن مؤلفان لم يكتب لهما الذيوع،[2] لكنه بلا ريب أول كتاب في تراجم الأحناف كُتِبَ له الزيوع والشهرة، ألفه عبد القادر القرشي دون أن ينسج على منوالٍ سابق وكان ثمرة جهدٍ استغرق طيلة عمره.
كانت نَفْسُ محيي الدين عبد القادر ابن أبي الوَفَاء القُرَشِيّ الحَنَفِيّ المصري -منذ بداية طلبه العلم- تتشوف إلى جَمْعِ كتابٍ في طبقات رجال مذهبه، فإن أرباب المذاهب المتبوعة كُلٌّ منهم أَفْرَدَ أصحاب إمام مذهبه، ولم يَرَ أحداً جمع طبقات الحنفية، وهم أُمَمٌ لا يُحصون، فيمنعه العجز عن الإحاطة ببعض هذا الجَمّ الغفير -كما يقول- وتتبع الكتب المصنفة في ذلك.
ولقد لقيت هذه الرغبة حَثَّاً من أساتذته، وعوناً له بالمصادر والمراجع، ورعاية لعمله بالنصح والتسديد[1] فمضى في الطريق إلى منتهاه.
ولا ندرِي متى كانت بداية التأليف إلا أنا نعلم أن الرغبة كانت قديمة قِدَم طلبه للعلم[2] -كما رأينا- حَشَدَ لها هِمَّةَ ومصادر عدة، حتى إذا كانت سنة 759ﻫ[3] وكان قد بلغ الثالثة والستين من عمره كان قد بلغ منتصف الطريق فقد كان قد بلغ حرف العين سنة -وهو نحو منتصف الكتاب-، وبقي النصف الآخر الذي أنجزه في السنوات الست عشرة الباقية من عمره ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
When an article is accepted for publication, copyrights of the publication are transferred from the author to the Journal and reserved for the Publisher.