الملخص
يتناول هذا البحث جانباً مُهِمّاً من مشروع أبو سليمان الفكري، وهو حوار الحضارات والعلاقة بالغرب، والدراسات الاستغرابية، والمثاقفة الحضارية مع الآخر. وقد كشف لنا أبرز ملامح شخصية أبو سليمان العلمية والفكرية، ومزايا شخصيته وسِماتها العامة والخاصة. ورصدَ أهمَّ مُنطلَقات المثاقفة مع الآخر الغربي الماثلة في: أصالة الذات والوعي، ومعالجة أزمة العقل المسلم، وتنمية الوجدان وارتباطه بالوعي (دور الوجدان في توجيه الإرادة)، ووضوح منهجية المثاقفة، والمعرفة الموضوعية للآخر الغربي من دون تضخيم أو تشويه. وكشف لنا عن المخرجات والآثار التي أحدثها هذا المشروع، والنقلة التي حقَّقها، والمكاشفة التجديدية التي جسَّدها، بوصفه مشروعاً إصلاحياً تجاوز رواسب الواقع وإحباطاته إلى نموذج فكري أسهم في تأسيس بُنى النهوض الحضاري في عالَمنا الإسلامي. فمشروع الإصلاح والتغيير والنهوض الحضاري يُمثِّل عصارة فكره ومحور حياته، والأساس الذي تقوم عليه الموضوعات الأُخرى. وأظهر هذا البحث جوانبَ التجديد التي تميَّز بها مشروع أبو سليمان في المثاقفة الحضارية مع الآخر الغربي، وتجلّت في: التأسيس لمنهج فكري فاعل في تحرير المثاقفة من سطوة المركزية، ورسم طريق عملي في بناء الذات القادرة على المثاقفة الفاعلة والحوار الـمُتكافِئ، وفكرة "القدرة" بديلاً عن "فكرة التقدُّم" في مجال الصعود والنهوض الحضاري، والانتقال من فِقْه الواجب إلى فِقْه الواقع في التواصل الحضاري.
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.
الحقوق الفكرية (c) 2023 المعهد العالمي للفكر الإسلامي