الملخص
يعالج هذا الكتاب العديد من القضايا المتصلة بنشأة علم التاريخ، وتطوره، وعلاقته بالعلوم الأخرى، مُركزاً بشكل خاص على المسائل المتعلقة بمنهج البحث التاريخي، وفلسفة التاريخ، والقوانين والسنن التي تحكم حركة التاريخ. والناظر في الكتاب يلحظ بشكل جلي الجهد الذي بذله المؤلف في تجلية القضايا التي تناولها، وهي بدون شك قضايا شائكة ما زالت مثار نقاش وأخذ وردّ بين المشتغلين بالدراسات التاريخية.
لقد انطلق المؤلف في معالجته لموضوعاته من تصور إسلامي واضح؛ لذا يحسب للمؤلف هذا الجهد في خدمة مشروع إسلامية علم التاريخ. وبعبارة أخرى، فإن هذا الكتاب يحمل في طياته دعوة مخلصة للمشتغلين بالدراسات التاريخية ليوحد جهودهم ويوجهوا طاقاتهم لخدمة منهج البحث التاريخي الإسلامي؛ ليسد هذا المنهج ثغرة في خدمة مشروعنا الحضاري المعاصر.
إن الهدف الرئيس من تأليف هذا الكتاب كما يقول المؤلف: "إثبات أن (التاريخ) ليس دخيلاً على التفكير الإسلامي ولم يقتبسه المسلمون من غيرهم، بل إن مناهج البحث التاريخي التي عرفتها (أوروبا) إنما اعتمدت بالدرجة الأولى على جهود علماء المسلمين في هذا المجال... والحقيقة التي أرمي إلى بيانها هي ضرورة العودة إلى منهج إسلامي لكتابة التاريخ بعد أن انتشرت في عالمنا المعاصر مناهج منحرفة شوهت قضية الفكر التاريخي في حضارة المسلمين".
ونحن مع المؤلف في دعوته تلك، فالحضارة الإسلامية حضارة مناهج، ففي كل علم من العلوم الإسلامية نجد أصول منهج: أصول الفقه، أصول الحديث (علم مصطلح الحديث)، أصول التفسير... إلخ. وكل هذه العلوم تلتقي عند الأصول الثابتة للمنهج ثم تفترق وتتمايز في دوائر لكل منها منهجه الخاص، ولكن هذه المناهج ما زالت بحاجة إلى مراجعة وإعادة نظر تتخللها ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
جميع الحقوق محفوظة للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ولا يسمح بإعادة إصدار هذا العدد دون إذن خطي مسبق من الناشر.
هذا المُصنَّف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف - غير تجاري - منع الاشتقاق 4.0 دولي.