الملخص
الإمام البخاري والإمام مسلم من أوائل من أفرد الحديث الصحيح بالتصنيف، وانشغل العلماء في دراسة اجتهادهما وفِقْه التعامل مع كتابيهما، ومن ذلك مسألة تقديم الراجح عند الشيخين، فالأصل في عملهما الاتفاق على تقديم الراجح والأصحِّ عند التعارض، ومع ذلك اختلف الشيخان في تقديم الراجح، فبعض ما رجّحه البخاري في صحيحه؛ خالفه مسلم فيه وتبنّى المرجوح عند البخاري، واعتمد كل منهما على عدة مرجّحات وقرائن استأنس بها الشرّاح لبيان اجتهاد الشيخين.
يدرس هذا البحث سبب اختلاف الشيخين في تقديم الراجح، وعدم تمكُّنِهما أو تمكُّنِ أحدهما من الترجيح، فرويا الحديثين المتناقضين دون الإشارة إلى أيهما الراجح أو المرجوح. ولكن مما أشكل أكثر ما فعله الشيخان أو أحدهما في بعض الأحاديث، حيث قُدَّم الراجح ورُوِي المرجوح. وأثمرت الدراسة عدة نتائج مهمة، تدل على منهج الشيخين الاجتهادي في تقديم الحديث الراجح، وعلى نسبية المرجحات وتعارضها، فرويا بعضها للتعليل أو لنكت حديثية.
جميع الحقوق محفوظة للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ولا يسمح بإعادة إصدار هذا العدد دون إذن خطي مسبق من الناشر.
هذا المُصنَّف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف - غير تجاري - منع الاشتقاق 4.0 دولي.