الملخص
يمثل كتاب لؤي صافي العقيدة والسياسة: معالم نظرية عامة للدولة الإسلامية عملاً اجتهادياً وتأصيلياً جريئاً يعيد تأسيس فقه الدولة في الإسلام، وفق نظرية متينة تستجيب لمقتضيات الواقع الحديث.
وإنما أطلقت صفة (الجرأة) على الكتاب لأن مؤلفه تخلى نهائياً عن التحفظات والتحوطات التي اتبعها أكثر من كتب في الموضوع، فأدت إلى توريطهم في النظر الجزئي، والنـزعة الاتباعية، والتزام ما لا يلزم من تقديس التراث، والمعلومات العامة التاريخية، التي لم تستنبط من نصوص الوحي ولا كانت من معارفه.
فماذا كان سبيل المؤلف في تحرير الكتاب؟ أو ما المنهج الذي وظفه لتكوين معالم نظرية عامة للدولة الإسلامية؟
لا يعتقد الدكتور لؤي صافي أن نموذج الدولة الإسلامية في عهد الخلافة الراشدة يتعلق بذوات الصحابة أو أشخاصهم، وإنما بالقواعد الكلية التي وجَّهت أفعالهم، ومن ثم فهو يتجه إلى تحديد تلك القواعد بغية مقارنتها بمبادئ "الوحي" في محاولة لتعيين وجوه الاتفاق والاختلاف ما بين كليات الوحي ومقاصده، والقواعد التي استخلصها الصحابة منها. ثم يتبع ذلك بتحليل التجربة السياسية الراشدية، لتحديد ما هو خاص مما هو عام فيها. "البنية السياسية المتولدة عن مبدأ عام تفقد من عمومها تبعاً لمقدار الخصوص في البنية الاجتماعية للجماعة السياسية" (ص 33-34)، وهكذا فلا مجال لاستدعاء تلك التجربة على علاتها، وإنما لا بد من مراعاة الفروق التي يمكن أن تعكسها إعادة تطبيق المبادئ ذاتها على واقع مختلف، هو واقع عهد المؤسسات المتعددة والمعقدة الذي نعيشه الآن ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
جميع الحقوق محفوظة للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ولا يسمح بإعادة إصدار هذا العدد دون إذن خطي مسبق من الناشر.
هذا المُصنَّف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف - غير تجاري - منع الاشتقاق 4.0 دولي.