الملخص
يسعدني أن أقدم هذه المراجعة لكتاب "العالمية الإسلامية الثانية" الذي دبّجه يراع المرحوم المفكر السوداني الأخ محمد أبو القاسم حاج محمد، وهو فيلسوف أخذ من الفلسفة والفكر والعلم بنصيب وافر، وهذا الكتاب شاهد على ذلك، حيث يشير إلى حظّه من الفكر المستنير، والقدرة التحليلية المتماسكة، لكن الأهم من ذلك كله تلك الطاقة والصبر والجلد على دراسة القرآن الكريم، وهي دراسة تتصف بالتلاوة والتحليل والتتبع، وتتبنى وجهة نظر متميزة؛ مفادها أن هذا القرآن المحيد معادل موضوعي للكون، فالقرآن كتاب الله المسطور، والكون كتاب الله المنثور، والإنسان مستخلف في الأرض يهتدي فيها بالجمع بين القراءتين، ويكون من تدبره للوحي ما يعينه على اكتشاف آفاق الكون وقوانينه وتوظيفها في بناء العمران، ومن تدبره للكون وسننه ما يهتدي به لفه القرآن ولاكتشاف سننه ومنهجيته الناظمة له كله.
عرفت الفقيد قبل أن ألقاه، وذلك عند قراءة الطبعة الأولى من كتابه "العالمية الإسلامي الثانية"، وقد لفت نظري في البداية عنوان الكتاب، وإذ شرعت في القراءة لم أستطع أن أفارق الكتاب قبل أن أنتهي منه في قراءة أولية مررت بها على صفحاته كلها، فأدهشني في الرجل تلك القدرة التي لم ألقَها لا في قدامى المفسرين ولا في معاصريهم على فهم آيات الكتاب فهماً قائماً على النظر إلى ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
جميع الحقوق محفوظة للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ولا يسمح بإعادة إصدار هذا العدد دون إذن خطي مسبق من الناشر.
هذا المُصنَّف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف - غير تجاري - منع الاشتقاق 4.0 دولي.