الملخص
وسم المشاركون هذا العمل بأنه إهداء إلى عبد الوهاب المسيري، صاحب الاجتهاد وفقه التَّحَيُّز، وبأنه حوار مع الذات، وفهم للآخر. وعليه فإنَّ هذه المراجعة لهذا الكتاب يتكَبَّدُها الصَّعبُ من جانبيْنِ:
أولهما: الالتزام بقراءة موسوعية لما هو موسوعي، وأعني بذلك: تعدد الموضوعات التي قدَّمَ فيها كلُّ باحثٍ من المشاركين قراءته الخاصة، التي رافقتها منهجيّة خاصّة، جعلَتْ من قراءته لفكر المسيري قراءة جديدة، تُلِحُّ على رَصْدِها ضمنَ مستويي: التأثير، والتأثر. إلا أنَّنَا قد نستبعدُ رَصْدَ تأثيرِ المسيري في أعمالِ مُرِيدِيهِ، والمشاركين في هذا العمل –سواء أَكان إيجاباً أم سلباً- وذلك لأنَّ الأمانة العلميّة تتطلبُ مِنَّا، لتحقيق هذا الهدف، النَّظَرَ في أعمالِ هؤلاء جميعاً، والبحثَ عن فكرِ المسيري فيها، وهذا لا نملك منه إلا هذه المقالات التي كُتِبَتْ حول فكرِ المسيري. ومِنْ ثَمَّ لا نملكُ أنْ نَدَّعِيَ أنَّ حضورَ فكرِ المسيري فيها كانَ تلقائيَّاً، وانْ صَرَّحَ بعضُهم أنه قد أفادَ من المسيري على المستويين: المعرفيّ، والإنسانيّ. وعليه فإنَّهُ لَمِنَ الأجدر بنا أنْ نرصدَ حالة التأثُّر، والتي تعني هنا: الصورة المعرفيّة التي شَكَّلَهَا كُلُّ باحثٍ من المشاركين، وقدْ أرادوا – جميعاً-من القارئ أن يتلمَّسَها، ثم يدركَهَا من المحتفَى به هنا، عبد الوهاب المسيري.
وثانيهما: رصدُ الإنسانيّ والأكاديميّ في هذا العمل؛ للإدلاء بشهادة إضافية، ربَّما تكون هامَّة لمثله، وما قد يتبعه لاحقاً من أعمال، قد يشكِّلُ فيها صفوة من المفكرين المسلمين جماعة وظيفية راقية، تأخذ على عاتقها إبراز نماذج معرفية حية. ولعلنا ندرك حاجتنا لهذا الأنموذج الذي سَيُمَكِّنُ المثقف العربي المسلم من استعادة الثقة بقدرة ذاته على الإبداع ومحاكاة الآخر ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
جميع الحقوق محفوظة للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ولا يسمح بإعادة إصدار هذا العدد دون إذن خطي مسبق من الناشر.
هذا المُصنَّف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف - غير تجاري - منع الاشتقاق 4.0 دولي.