Abstract
خطاب الوحي والواقع
من المسلَّم به أن تأثير الواقع على فهم الخطاب الدّيني وتأويله هو حقيقة موجودة لا ينكرها أحد، وما اجتهادات علماء أصول الفقه الإسلامي على اختلاف مذاهبهم منذ العصور الإسلامية الأولى إلى الآن إلّا دليل على تنوع النظر في تأويل الخطاب بما يخدم الواقع ويحتوي متغيراته، ولكن هذه الحقيقة لا تتساوى بإزائها الأفهام، فالعلاقة بين الشريعة والواقع قد تحولت اليوم إلى إشكالية فكرية مفادها أن الجدل بين النص والواقع ليس حركة تبادلية بقدر ما هو استجابة حتمية لجعل الواقع أساساً للنظر والاجتهاد عبر تأويل النص مهما كانت قطعيّة دلالته بغية تنـزيل الواقع عليه مهما كانت تقلباته، وقد تبنى هذا الموقف العديد من النقاد العقلانيين الحداثيين المعاصرين على تنوع مشاربهم الفكرية، كل حسب الأدوات والمناهج والمرجعيات التي استعارها لهذا الغرض. ولا تقتصر الإشكاليات على تلك الاستعارات فقط، بل تتجاوز ذلك إلى المحاولات النقدية التي تصدت لقراءة الخطاب الشرعي الإسلامي ومنها بالخصوص تلك التي تبنّت الدفاع الأصم عن التراث، لأنّ الدفاعات الصّماء تناولت الوافد على أنّه حقيقة مسلّمة، وكل متجانس لا يختلف عن بعضه بعضاً. ولعلّ ذلك قد حدث بسبب التباس الأمر عليهم نتيجة اجتماع النقاد الحداثيين رغم اختلاف مرجعياتهم ومشاربهم الفكرية حول أسس عامة مشتركة مثل: ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
When an article is accepted for publication, copyrights of the publication are transferred from the author to the Journal and reserved for the Publisher.