Abstract
تقديم عام
يمثل هذا الكتاب الجزء الأول من خمسة أجزاء، يشتمل عليها مشروع المؤلف لدراسة الإنسان في العقيدة الإسلامية، تأسيساً لما يدعوه بـ"علم الإنسان الإسلامي"، الذي يهدف إلى "بناء تصور إسلامي للإنسان مستخلص من التحديدات التي جاءت بها العقيدة الإسلامية في القرآن والحديث مبينة لحقيقة الإنسان ووظيفته الوجودية وغايته" (ص8). ويرى المؤلف أن هذا المشروع يجد مسوغاته من خلال عناصره التي هي بالأساس ذات بعد عقدي، كما أن المباحث التقليدية لعلم الكلام، إنما كانت استجابة لتحديات واجهت الفكر الإسلامي في الماضي، وبالتالي يكون لزاماً على هذا العلم مسايرة التحديات المعاصرة إذا ما أريد له الحفاظ على وظيفته في الدفاع عن العقيدة الإسلامية.
ولعل التصور الغربي لحقيقة الإنسان الذي تأسست عليه العلوم الإنسانية، يمثل أهم التحديات التي يجب أن ينهض الفكر الإسلامي لمواجهتها، من خلال تأصيل تصور للإنسان يستمد تحديداته من نصوص الوحي، ويكون مرجعاً للحركات الفكرية الساعية إلى أسلمة المعرفة لبلوغ المقصد المنشود. بل من الضروري العودة إلى الجذور العقدية التي تنبني عليها تلك العلوم، وبذلك نحمي هذا المشروع من أن يقع في التناقض مع الحقيقة الدينية، أو أن يقع في تقليد أنماط حياتية مخالفة لمنطلقاتنا العقدية، فتؤدي بنا إلى نتائج مخالفة للغاية الدينية.
وفي هذا الكتاب الذي نحن بصدد تقديمه يحاول المؤلف في الفصل الأول منه أن يتناول حقيقة الوجود الإنساني ابتداءً، وذلك من حيث مبدؤه كفكرة في العالم الغيبي، وما ينطوي عليه وجوده من حكمة تميزه عن سائر الموجودات. ويبحث في التحقق الوجودي للماهية الإنسانية بالنسبة للفرد ومكانة الإرادة الإنسانية في ذلك. ويعقب في خاتمة كل فصل بالأثر النفسي الذي تخلفه التصورات المختلفة لحقيقة الإنسان، سواء على مستوى الفرد أو الجماعة. ويتركز البحث في الفصل الثاني حول المبدأ الزمني للإنسان الذي به يتحقق الوجود الإنساني في العالم المشهود ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
When an article is accepted for publication, copyrights of the publication are transferred from the author to the Journal and reserved for the Publisher.