كلمة التحرير

الملخص

بصدور العدد الثالث من إسلامية المعرفة يكون قد مضى على الاستعدادات الأولية لإصدارها في مكتب المعهد بماليزيا ستة عشر شهرا على انعقاد أول اجتماع لهيئة التحرير. ولا ريب أن الأعداد التي صدرت حتى الآن غير كافية لإجراء وصف دقيق لشخصية المجلة أو إصدار حكم تقويمي محدد على وجهتها، فضلا عن تقدير نجاحها في خدمة الرسالة التي دعت إليها وتحقيق الأهداف التي أنيطت بها. إلا أن ذلك لا يمنع من إبراز النقاط الآتية التي نأمل أن نفتح بها حوارا بين القراء يثري الرؤى ويطور الأفكار.

1- هناك شعور قوي لدى المهتمين بإسلامية المعرفة وتأصيل العلوم بأنه قد آن الأوان للانتقال من مجرد الدعوة إلى الفكرة والتبشير بها، وإبراز إطارها الفلسفي الجامع، إلى القيام بالبحوث والدراسات القطاعية، تطبيقا للفكرة، وتطويرا لمناهجها وآليتها العلمية، وبلورة طرائقها الإجرائية، وتعميقا لمقولاتها ومفاهيمها التحليلية.

2- يعتقد عدد غير قليل من المهتمين بحركة الأفكار وتاريخها -وخاصة في مجال فلسفة المعرفة ومناهج تحصيلها- أن تراكم الإنتاج الفكري والعلمي في مختلف مجالات المعرفة عنصر بالغ الأهمية في تكامل المنهجية المعرفية وتبلور أسسها الفلسفية ونضج مقولاتها العلمية.

3- بما أن الوحي-قرآنا وسنة- هو الإطار المرجعي لإسلامية المعرفة وتأصيل العلوم، فإن الأمر ينطوي على مزيد تعقيد بالنسبة للباحث المسلم في أي مجال من مجالات المعرفة، ويتطلب منه جهدا مضاعفا قد لا يجد غير ه من الباحثين نفسه في حاجة إليه. وليس مطلوبا من هذا الباحث أن يكون فقط على وعي بتطور فلسفة المعرفة في المجال الذي يليه، وامتلاك لناصية المقولات العلمية والمناهج والآليات البحثية في ذلك المجال، سواء أكان ذالك في إطار التجربة التاريخية الإسلامية، أو في إطار الحضارة الغربية، وإنما المطلوب من الباحث المسلم أن يستوعب ذلك كله، ويدخل في عملية تعامل مباشر مع الوحي، يستنطق نصوصه، ويستخلص بصائره ويستكشف فلسفته، ويمسك بخيوط المنهجية الناظمة لتعاليمه وأحكامه ...

للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF  في اعلى يمين الصفحة.