الملخص
نستفتح بصدور العدد الخامس من "إسلامية المعرفة" دورة جديدة من عمر المجلة، ونستشرف عبره طورا جديدا في مسيرة الإصلاح الفكري والمنهجي. ولقد وطّن المعهد العالمي للفكر الإسلامي نفسه على المرابطة في هذا الثغر، حفزا لعقول المفكرين والعلماء وتنسيقا لجهود الباحثين، من أجل توطيد قواعد صلبة وإرسال تقاليد راسخة لنهضة علمية ومعرفية شاملة، تتكامل وتتساند مع الجهود المتصلة التي ما انفكت فصائل الأمة وقواها الحية تبذلها، سعيا للشهود الحضاري، وتطلعا للاستخلاف، استواء في ذلك كله على قاعدة التسخير وقياما بالحق والعدل.
وليس خطاب إسلامية المعرفة -ولا ينبغي له أن يكون- خطابا خاصا يتوجه إلى المسلمين دون سواهم، وإن كان المسلمون هم المقصودين به ابتداء، بل إنه خطاب منشغل بالإشكاليات الرئيسة التي ما فتئت تؤرق عقول الفلاسفة والمفكرين المهتمين بقضايا المعرفة الإنسانية فلسفة ومصادر وغايات. ولقد تزايدت أصوات التحذير والإنذار إزاء تطرف الفلسفات المادية ذات التوجهات الحصرية والأحادية التي يوشك أن يتحول معنى المعرفة عندها إلى مجرد معادلات من الرموز التي تحيل على معطيات مادية باهتة. فمفهوم الواقع موضوع المعرفة ـ ما انفك في انحسار يوشك أن يبلغ حد التلاشي ولاندثار، فلا يبقي لدينا إلا مقولات لغوية وعمليات ذهنية يتلهى بها الإنسان ويدير بواسطتها لعبة الحياة الفاقدة للمعني. فإذا بالذكاء ـ الذات العارفةـ بعدما جرد من أبعاده الروحية، وقطيع عن أسباب وجوده الغيبية المتجاوزة لعالم المادة والمتعالية عليه، وحصرت قدراته المعرفية وقواه الإدراكية في الحس ومعطياته والعقل وقوانينه، ما انفك مفهومه هو الآخر في تراجع وانحسار. فإذا بالذكاء الطبيعي يتوارى أمام الأجهزة ذات "الذكاء" الاصطناعي المتعاظم (Artificial Intelligence)!
وليس غريبا عندها أن نقرأ عن نهاية العقل لفاير باند Paul Fayerband وليس عجيبا كذلك أن يبشر فلاسفة آخرون. بموت الإنسان كما كان سلفت لهم من قبل قد أعلنوا موت الإله؛ كناية عن نهاية الدير قوة ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
جميع الحقوق محفوظة للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ولا يسمح بإعادة إصدار هذا العدد دون إذن خطي مسبق من الناشر.
هذا المُصنَّف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف - غير تجاري - منع الاشتقاق 4.0 دولي.