الملخص
الدكتور طه جابر العلواني باحث موسوعي، تتسم أبحاثه بالشمولية؛ إذ عمل على مراجعة التراث الإسلامي وتنقيته ممّا علق به من شوائب وأغاليط، لحقت به على مدار تاريخه الطويل الحافل. لذا، فهو يُعَدّ بحقٍّ أحد روّاد الفكر الإسلامي المعاصر، وواحداً من أهم مجدّدي هذا الفكر، الذين ألَّفوا في الفقه، ومقاصد الشريعة. وقد اهتم في دراساته بترسيخ قيمة النظرة التجديدية في التعاليم الدينية، لتأسيس البديل الحضاري الإسلامي العالمي.
ويُعَدّ فهم القرآن وتفسيره سياقاً مؤثّراً في مؤَلَّفاته وأبحاثه. لذا، شكَّلت الدراسات القرآنية حيّزاً واسعاً واهتماماً بالغاً فيها؛ ما حفزني إلى قراءة بواعثه الفكرية ونتاجاته العلمية في هذه المؤَلَّفات.
أولى العلواني الدراسات القرآنية جُلّ اهتمامه؛ نظراً لاعتقاده الراسخ بضرورة العودة إلى النبع الصافي والمعين الأول، ويقينه بأنّ القرآن هو المحرّك الرئيس لهذه الأمّة، وأن لا نهوض لها من دون استلهام معانيه وهديه في حلّ مشكلات النفس والمجتمع والعالَم، فسعى في دراساته القرآنية إلى المقاربة بين المنهج والمنهجية المعرفية القرآنية، وإفساح المجال أمام الباحثين لاستكناه دلالات الألفاظ في القرآن الكريم، وتثوير آياته، وسبر وحدته؛ بغية مداومة النظر والتفكُّر والتدبُّر والتبصُّر، ليكون آيات لأولي النُّهى والألباب.
وسأعمل في هذه القراءة على الكشف عن الخارطة الفكرية لنتاج العلواني القرآني، ورسم معالمها الرئيسة عن طريق تعرّف سلسلته القرآنية، وباعثه على تأليفها، وطبيعتها، وأهم ثوابتها، مع التأكيد على أنّ قراءة نتاج عالِم بمجموعه أصعب وأشق من قراءة مُؤَلَّف بعينه ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
جميع الحقوق محفوظة للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ولا يسمح بإعادة إصدار هذا العدد دون إذن خطي مسبق من الناشر.
هذا المُصنَّف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف - غير تجاري - منع الاشتقاق 4.0 دولي.