الملخص
تناولت هذه الورقة البحثية النقد الحديثي بين المحُدِّثين والحداثيين، مُبيّنةً المقولات الرئيسية للحداثة، وأبرز منطلقات نقد الحديث النبوي عند المحدِّثين، وما يقابلها عند الحداثيين. ثم تناولت الدراسة ركائز النقد الحديثي عند المحدّثين وعند الحداثيين، وأبرزت ملامح المنهج الحديثي في نقد المتن، وعرّجت الدراسة على أدلة إعمال العقل في النقد عند المحدّثين سواء للراوي أو المروي أو الرواية.
وخلصت الدراسة إلى أنّ البونَ شاسعٌ بين المنهجية في النقد الحديثي عند الفريقين؛ إذ يستطيع الباحث بيُسْر الوقوف على ملامح النقد الحديثي وركائزه ومنهجه وقواعده حتى استثناءاته عند المحدّثين، بينما تختفي هذه المنهجية وتلك القواعد عند الحداثيين ويبقى النقد. إنّ نقد الحديث يقتصر عند الحداثيين على المتن دون السَّند، بينما عند المحدّثين يشملهما معاً. إنّ التعميم في نقد الحديث عند الحداثيين دون منهج منضبط علمياً، ونقد الحديث إذا لم يستسيغوا محتواه من سمات النقد الحداثي؛ إذ يكفي الحداثي أن ينتقد الحديث بفكره ورأيه ومخالفته لما يراه، بينما نرى المحدَّث كلما نأى بنفسه عن التدخل في نقد الحديث، كان ذلك أنقى وأسلم لنقده؛ فالمحدّثون يعتمدون على كلام النقاد الأوائل في نقدهم للحديث إذا كانوا من أئمة الشأن، بينما الحداثيون يعيبون ذلك ويعدّونه منقصةً لا بدَّ من تجاوزها.