الملخص
شكَّل الجَمال في الفكر الإنساني عامة والفلسفي بوجه خاص البُعد الثالث مع قِيم الخير والحق، وجادت الحضارة العربية الإسلامية بسُهمة وفيرة في الاحتفاء بقيمة الجَمال، فكان له حضور في تنظيرات العلماء والفلاسفة، حيث استُدعي الحُسن مقابل القبح، وغدا الجَمال معياراً لقبول المظاهر المادية ومكوِّنات الحياة؛ تواصلاً، أو إنجازاً. ثم إنَّ الفلاسفة المسلمين متحوا من هذا الفيض الجمالي من كون الخالق جميلاً يحبُّ الجَمال، وما برحت الطبيعة والخلائق كلها تندغم بهالة الحسن والجَمال، فلم يكن الذوق الجمالي مُنْبتّاً عن هذا المنطلق الإيماني النابع من رسالة الإسلام، ولعل في ذلك مدعاة لتأصيل نظرية فنية جمالية تتكئ على فيوضات المشروع الإسلامي؛ وذلك أنَّ جذور هذه النظرية ضاربة في الفكر الإسلامي، وفي منجز الأُمة الحضاري، ثم إنَّ هذه النظرية التي نتطلَّع إلى تأصيلها تأخذ بعين الرعاية قِيم الدين ومعاييره من دون تحيُّف أو انكفاء، وتصطبغ بمعالم، مثل: التجريد، وبنية الوحدات، والتواليف المتلاحقة والحركية.
وقد تجذَّر الفن على نهج فلسفي يخاطب العقل قبل أنْ يتوجَّه إلى الحواس، فاستقر في دوائر المعرفة العربية والاستشراقية (الموضوعية) أنَّ الفن كان خدمة للحياة، وارتقاء بالذائقة الجمالية للإنسان، وأنَّه لم يقع في فخ التبشيرية أو الشعائرية أو المحاكاة، وإنَّما عزَّز ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
جميع الحقوق محفوظة للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ولا يسمح بإعادة إصدار هذا العدد دون إذن خطي مسبق من الناشر.
هذا المُصنَّف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف - غير تجاري - منع الاشتقاق 4.0 دولي.