الملخص
في غمار التدفق الهائل للكتابات الغربية التي تربط الإسلام بالعنف من جانب، وتسوِّق فكرة العداء والخصومة التاريخية والحضارية بين الإسلام والغرب من جانب آخر، يكون صدور دراسة موضوعية تخرج من أسر هذه الرؤية وتوضح مناطق اللقاء بين الحضارتين الإسلامية والغربية، أمراً مهماً في حد ذاته. فما بالنا إذا كانت هذه الدراسة تنفي إلى حد كبير الصراع المزعوم، وتناقش الإسلام بديلاً حضارياً محتملاً، وليس عدواً يريد القضاء على الغرب بحضارته وناسه وأفكاره.
والدراسة التي نقوم بمراجعتها هنا لكاتبين عرف عنهما اهتمامهما بدراسة الظاهرة الإسلامية هما: جراهام فوللر Graham fuller وإيان ليسر Ian Lesser، وتتألف من سبعة فصول ومقدمة وخاتمة. وتتميز هذه الدراسة في الأفريقية وشمالاً عبر البلقان والقوقاز وإلى داخل آسية الوسطى حيث يواجه الإسلام روسية. وهما يتوقعان بسبب هذا التركيز، اعتراضات من هنا وهناك لإسقاطهما بعض المسائل التي تمثل مخاطر محتملة بين المسلمين والغرب في خطوط المواجهة، ويسدلان على ذلك بمقولة بيرنارد لويس: (إننا -يقصد الغربيين- نواجه حركة -يقصد الحركة الإسلامية- تتجاوز إلى درجة بعيدة في مستوى القضايا والسياسات والحكومات، لتصل إلى حد اصطدام الحضارات وليس فقط "صراع الثقافات").
ويرد الكاتبان على ذلك بأن الحضارات قوى حقيقية ومعقدة وقوية، ولكننا لا يمكن أن نقبل بالتعامل مع قوى خارج معرفتنا. ومن ثم يؤكدان أن طرحهما يختلف تماماً عن طرح أولئك الذين يتشبثون بشبح مواجهة مؤكدة ومحتومة بين الإسلام والغرب، وبدلاً من ذلك يدعوان إلى النظر في التحليلات الواضحة أو تلك التي تقدم حلولاً جزئية للأزمات وصراع تقسيمها بالتناول المنهجي المتوازن من خلال المقارنة، أو بمعنى أصح المقابلة بين رؤية كل طرف للطرف الآخر، أي رؤية الغرب للإسلام، ورؤية الإسلام للغرب.
في الجزء الأول يعالج المؤلفان ما أطلقا عليه "الفرضيات التاريخية والنفسية" بين الشرق (المسلم) والغرب (المسيحي)، وذلك من خلال قسمين يتناول أولهما مفهوم الغرب للإسلام، في حين يتناول الثاني مفهوم الإسلام للغرب. وينطلق المؤلفان في هذا الجزء من ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
جميع الحقوق محفوظة للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ولا يسمح بإعادة إصدار هذا العدد دون إذن خطي مسبق من الناشر.
هذا المُصنَّف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف - غير تجاري - منع الاشتقاق 4.0 دولي.