الملخص
على غير عادة الباحثين في عرضهم لمنهجيتهم في مقدمة كتبهم، حيث يشرحون فيها طريقة تناولهم لمادة البحث، قام مؤلف هذا البحث بعرض منهج دراسته في نهاية البحث ربما ليجعلنا نكتشف تقنية التطبيق قبل التأصيل النظري وربما ليقنعنا –كما ذكر- بأن صياغة موضوعه إنما كانت محصلة اجتهاد مفاهيمي، واشتغال معمق بالمصادر والمراجع، وليس قضية أولية وضعت بصورةٍ قبلية مسبقة حتى يعقبها العمل التحليلي البحثي.
مهما يكن فإن الباحث يعد عمله هذا دراسة تاريخية تحليلية نقدية، تشكل مساهمة في البحث في عمليات التطور السياسي والاجتماعي في العقود الأولى الحاسمة من التاريخ الإسلامي، إن الكاتب يقسم الدراسات التي تناولت هذه الفترة إلى مناهج ثلاثة:
- الأول ينطلق من أن تكوين الدولة الإسلامية الأولى قد جرى من خلال نشوء الدين الجديد وتنظيم حياة الأمة في المدينة، ومن ثم فهنـاك تطابـق بين ظهور الدين الإسلامي وتكوين الدولة الإسلامية، وتمت ثنائية وازدواجية بين النظام القبلي ونظام الدولة الحديثة طوال التاريخ المبكر للإسلام، ومن هؤلاء المستشرق المعروف فيلهاوزن وعبد العزيز الدوري ومونتغمري واط وغيرهم.
- أما الثاني فتختلف منطلقاته النظرية اختلافاً جدياً عن الاتجاه الأول، إذ ينطلق هذا الاتجاه من أن الطابع الثوري العاصف للرسالة المحمدية أحدث ثورة جذرية في كلية الحياة الاجتماعية للعرب أنهت بها النظام القبلي كنظام سائد ودشنت بدلاً عنه دولة تزعمها الرسول بنفسه، وخير من يمثل ذلك الباحث الأمريكي دونر الذي درس "الفتوحات الإسلامية الأولى" والمستشرق كرون والمستشرق هندز، وتدخل الرؤية الماركسية في إطار هذا الاتجاه ممثلة بأحمد صادق سعد في دراسته "في ضوء النمط الآسيوي للإنتاج –تاريخ مصر الاجتماعي الاقتصادي" وطيب تيزيني في "مشروعه" وحسين مروة في "نزعاته المادية" ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
جميع الحقوق محفوظة للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ولا يسمح بإعادة إصدار هذا العدد دون إذن خطي مسبق من الناشر.
هذا المُصنَّف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف - غير تجاري - منع الاشتقاق 4.0 دولي.